ليس من السابق لأوانه القول بأنَّ ما حلّ بأبناء الصومال من جوع وموت وتشريد لم ينعكس على إخوتهم في الدين ألما وحزناً, فقد لمسنا جهوداً كثيراً في بعض دول العالم العربي ممن أيقظت ضمائرَهم واستنهضت هممَهم صيحاتُ استغاثةٍ أسمعتها لهم بلا صوتٍ مشاهدُ نسوة يسرن على أقدامهنَّ هرباً من الموت، وقد يدركهنَّ الموت أو يتجاوزهن، فيتخطف أبنائهنَّ من حولهن, ومشاهدُ لأطفال أعجزهم وهنُ الجوع عن أن يستغيثوا أو يصرخوا. لقد دفع هذا السَّيل من المشاهد، وما تحكيه من صيحاتٍ، بتحرك مقابل قام عليه أبناءُ الجسد الواحد من منظمات الأمة الإسلامية وهيئاتها وعلمائها؛ فتوالت الدعوات لإغاثتهم، ومُدَّت الجسور لإنقاذهم، وقدموا العون لهم بأيديهم, فكان لعدد من الهيئات أن بادرت, وأخرى أن شاركت وساهمت، وكانت النتيجة أن تقاسمت الأمة مصابهم وقاسمها أبناؤها قوتهم. فبعد إعلان منظمة التعاون الإسلامي الصومال منطقة مجاعة ومبادرتها لتأسيس تحالف للإغاثة وتنسيق الأعمال الإنسانية في الصومال عبر مكتب لها في مقديشو, وإعلان السعودية تخصيص 60 مليون دولار لتقديم معونات طارئة إلى الصومال، وتقديم الكويت مبلغ عشرة ملايين دولار, تسارعت وتيرة الجهود الإغاثية وتسابقت المنظمات الإسلامية في تقديم العون اللازم لإنقاذ الشعب الصومالي المسلم من الهلاك. مبادرات سعودية 202 مليون ريال من الشعب السعودي وقيادته في بادرة أظهرت عمق الإخوة والتراحم تجاه إخوانهم الصوماليين تسابق أبناء الشعب السعودي للمساهمة في تخفيف مصاب الجوعى في الصومال من خلال المشاركة في الحملة الوطنية التي دعا إليها الملك عبد الله بن عبد العزيز وافتتحها بتبرع شخصي قيمته 20 مليون ريال, ليتدفق بعدها سيل التبرعات من شتى الجهات العامة والخاصة ومن أبناء المملكة والمقيمين فيها, لتبلغ حصيلة التبرعات خلال يومين 202 مليون ريال إضافة إلى مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية. الندوة العالمية وهيئة الإغاثة الإسلامية لم تواجه كل من الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية صعوبة في التعامل السريع مع الوضع الإنساني في الصومال, والسبب في ذلك تواجدهما في الساحة الصومالية منذر أكثر من عقد من الزمان, وفور تفشي المجاعة في تلك المناطق أعلنت الندوة عن تبرعها بمبلغ أربعة ملايين ريال وتبعته بإرسال 22 حاوية إلى (مقديشو) كما قدمت إغاثة عاجلة 40.000شخص في مخيمات الاجئين على الحدود الكينية وداخل العاصمة, ووزعت مؤونة شهر كامل لأكثر من 1000 أسرة كما أرسلت فريقاً من الأطباء يقوم بالكشف وتقديم العلاج المجاني لأكر من 100 شخص يومياً ولا يزال فريق عمل الندوة في الصومال يتلقى المعونات لتوزيعها على المحتاجين. وقدمت هيئة الإغاثة الإسلامية حتى الآن ما يقارب 8 آلاف طن من المساعدات الغذائية للمتضررين في الصومال استفاد منها 50 ألف نازح, كما أطلقت الهيئة حملة كبيرة لتوزيع مياه الشرب في بعض المناطق فوزعت 3000 صهريج مياه على الأسر في المناطق الأكثر جفافاً. محمد لافى موقع المسلم