جمعة وحدة المعارضة السورية التي تظاهر فيها السوريون دفع ضريبتها الشعب السوري هذه المرة 15 شهيدا، لكن من أجل وحدة معارضته ، فهل ترتقي المعارضة إلى مستوى الدماء التي أريقت من أجلها في جمعة وحدة المعارضة، هل ترتقي إلى طموحات الشعب السوري الداعم للمجلس الانتقالي السوري وتلتف المعارضة حول هذا المجلس ليكون مغناطيس جذب للقوى السياسية السورية، وترتقي بالتالي الشخصية السورية إلى مستوى الضحايا الذين سقطوا خلال هذه الثورة من أمثال زينت والشرعي والخطيب ومطر وغيرهم من الأبطال الذين خطوا بدمائهم الزكية مستقبل سورية الحر والمتعدد .. اللافتة التي رفعها أهالي حلفايا قرب حماة هي لافتة الشعب السوري كله" المعارضة تتعارض والنظام يقاتلنا" العلاقة طردية وعكسية وجدلية هنا فبقدر تعارض وخلاف المعارضة بقدر ما يمعن النظام المجرم بقتل شعبه، وبقدر الخلاف سيمعن القتل طرديا، والعلاقة بين الطرفين عكسية أيضا في بعض جوانبها ، فهل تعي المعارضة خطورة المرحلة ، وهل تدرك أن الدماء الزكية التي تراق على أرض الشآم الطهور، تستطيع بحنكتها واتفاقها وحكمتها أن تخفف منها إن هي أتقنت الرد والتعاطي .. وحدة المعارضة السورية كانت الدرب التي سارت عليه الثورة الليبية، وبالتالي فإن الثورة الليبية لم تبدأ خطواتها العملية إلا حين ظهر المجلس الوطني الليبي الذي اعترف به العالم، ثم شكل جيشا ليدافع عن الثورة ليدك لاحقا حصون الطاغية القذافي ويحيله إلى جرذ بنفس الطريقة التي اتهم بها شعبه البطل الثائر على درب الثورة والحرية والتعددية. المعارضة السورية عليها أن تبتعد عن العموميات وعن اللغة الفلسفية وعليها أن تنزل إلى لغة الشعب الواضحة الصريحة، وهي الشعب يريد إسقاط النظام، والشعب يريد إعدام بشار الأسد، والشعب يريد إعدام الرئيس، ويتخلى بعض أشكال ورموز المعارضة الفلسفية عن شعارات غير مفهومة للشارع مثل إسقاط النظام الاستبدادي والأمني ونحوه، فالنظام السوري كتلة صماء لا رأس لها ولا يد ولا رجل ، وإنما شيء واحد، ولا بد لهذه الكتلة الصماء أن تسقط كلها حينها يهدأ الشعب والشارع وحينها يفرح السوريون باقتلاع النظام الذي سامهم العذاب طوال عقود، فمن المعيب أن نرى دولا غربية ترفع الشرعية عن نظام بشار، بينما لا يزال البعض يتحدث بلغة أوغاريت وفرعونية غير مفهومة عن النظام الأمني والاستبدادي وإسقاطه، فأين إسقاط النظام وإعدام الرئيس منها ..