أكثر من 500 ألف حمار فى مصر وفقًا لإحصائيات رسمية، ونحو 700 ألف من الخيول، و150 ألفًا من البغال، تعانى أسواقها من ركود حاد، وهبوط كبير في الأسعار إثر تزايد معدلات الإقبال على شراء عربات ال"توك توك" و"التروسيكل" وهو ما تسبب في تراجع ملحوظ لعمليات بيع الحمير في السوق المصرى. العديد من أسواق الحمير التي تقام بشكل أسبوعي في الجيزة والقصبجي والبراجيل والمناشى وبنها وشبين القناطر وبنى سويف ومنفلوط والصعيد تواجه خلال هذه الفترة أزمة كبيرة بعد استغناء الفلاح عن الحمار واستبداله ب"توك توك" لنقل احتياجاته، ما تسبب في تراجع سعر الحمار كبير الحجم والذي كان يتراوح بين 2000 و3000 جنيه تقريبًا إلى 700 و500 جنيه، بينما هبط سعر الحمار الصغير "الجحش" الذي لم يتعد الخامسة من عمره إلى أدنى مستوياته، وتراوح سعره بين 150 , و200 جنيه. يؤكد ما سبق المعلم أبو سمر تاجر حمير بسوق القصبجي بالجيزة قائلاً: إن أسعار الحمير تهاوت بشدة فى مختلف الأسواق سواء فى بحري أو قبلي، وفى مقدمتها سوق البراجيل الذي يعد الأشهر على مستوى مصر لبيع الحمير، وأصبح هناك حمار ب50 و100 جنيه، وأقصى سعر يصل إلى 800 جنيه تقريبًا، بينما فى السابق ومنذ سنوات كان سعر الحمار يصل قبل ظهور التوك توك والتروسيكل إلى 3 آلاف جنيه. يضيف أن العديد من أصحاب مهنة الكارو هجروا المهنة، لكن حسب قوله فإن الحمار أفضل من التروسيكل؛ لأن الأخير أعطاله كثيرة، ومصاريف الميكانيكي مرتفعة، أما تكلفة عربة الكارو بحمارها فلا تزيد على ألفى جنيه وبالتالي فهي أرخص. ويتحدد سعر الحمار حسب حجمه وسنه، ويقوم خبراء في هذا المجال بتحديد أعمار الحمير عن طريق فحص الأسنان، وتتكلف تغذية الحمار 300 جنيه شهريًا قيمة ما يحتاجه من برسيم وفول وذرة، فى الوقت الذى يتميز فيه "التروسيكل" بصغر حجمه وسرعته مقارنة بالحمار، وقلة استهلاكه للوقود, وإمكانية حمله لكمية كبيرة من البضائع وعدد من الركاب، دون وجود مخلفات. ويتراوح سعر التروسيكل الجديد أو التوك توك المزود بصندوق لنقل البضائع حسبما يقول عبد الله محمد -صاحب تروسيكل- ما بين 6 و7 آلاف جنيه، أما المستعمل منه فيتراوح بين 3 و4 آلاف، ويكفي -على حد قوله- 10 جنيهات بنزين لتشغيله طوال أيام الأسبوع وسط تقديرات بمتوسط دخل لا يقل عن 1500 جنيه شهريًا، وهو ما يمنحه أفضلية كبيرة في سوق نقل البضائع، فضلاً عن سرعته، وقدرته على الحركة والدخول للحواري والشوارع الضيقة. ومما يزيد من حالة ركود أسواق الحمير عدد من الإجراءات والقرارات نفذتها بعض المحافظات لترخيص التروسيكل وإحلاله محل عربات الكارو وهو ما يؤكده زكريا أبو أحمد تاجر حمير قائلاً: "العربة الكارو حالها وقف" رغم أن سعرها أرخص، ولم يعد هناك إقبال على شرائها، أو تأجيرها مقابل 50 جنيهًا فى الشهر، وبالتالى تراجعت مبيعات عربات الكارو والحمير والبغال، فضلاً عما نلاقيه من تضييق من المرور والبلدية ومنع عربات الكارو من السير فى الشوارع، كل ذلك أصابنا بركود حاد وخسائر فادحة لأصحاب الكارو وتجار الحمير.