قالت بعثة حفظ السلام الدولية، في إقليم دارفور، غربي السودان، اليوم الخميس، إن "مسؤولين بالأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والحكومة السودانية سيستأنفون في مارس/ آذار المقبل مباحثاتهم حول خروج البعثة من الإقليم المضطرب". وذكرت البعثة في بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه أن اللجنة الثلاثية التي اختتمت أمس الأربعاء، 4 أيام من الاجتماعات ِبالخرطوم "توصلت إلى اتفاق حول الاختصاصات وشكلت لها مجموعة عمل". وأوضح البيان: "من المتوقع أن تشرع مجموعة العمل المشتركة حول الاختصاصات، في مهامها أوائل مارس (آذار) بهدف التحضير لخروج اليوناميد (بعثة الأممالمتحدة) من دارفور في ظروف آمنة ومستقرة". وفيما لم يقدم البيان مزيدا من التفاصيل بشأن الاختصاصات وفريق العمل، جاء فيه أن البعثة "ستواصل في هذه الاثناء تنفيذ تفويضها تحت البند السابع (من ميثاق الأممالمتحدة)، بالتركيز على أولوياتها الاستراتيجية الثلاثة وهي حماية المدنيين والوساطة بين الحكومة والحركات المسلحة بالإضافة إلى دعم الوساطة في النزاع المحلي".
جاء الاجتماع الثلاثي بالخرطوم وسط خلافات بين السودان وبعثة (يوناميد) حول التحقيق في مزاعم اغتصاب جماعي اتهمت بها قوات حكومية في قرية تابت شمالي دارفور. ورفضت الخرطوم السماح للبعثة إجراء تحقيق للمرة الثانية حول المزاعم، بعد أن سمحت لفريق محققين تابع لها بدخولها في 10 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، وأعلن وقتها أنه "لم يجد دليلا" على وقوع عمليات اغتصاب. لكن وسائل إعلام غربية نقلت عن مسؤولين أمميين قولهم إن "البعثة قالت، في تقرير سري بعثته إلى رئاستها في نيويورك، أن وجود قوات حكومية أثناء عملية التحقيق خلق حالة ترهيب لدى الشهود". وبالمقابل، بررت الخارجية السودانية تواجد الجيش أثناء عملية التحقيق بأنه "كان ضروريا تحسبا لأي ردود أفعال غاضبة من المواطنين ضد فريق البعثة نظرا لحالة الامتعاض الواسعة وسطهم من هذه المزاعم التي يرون أنها تسيء لهم". وتعقد الخلاف عندما رفضت الخرطوم السماح للبعثة بإجراء تحقيقات إضافية في القرية وجددت طلب تقدمت به في سبتمبر/ أيلول الماضي لخروج البعثة من الأقليم. والأسبوع الماضي، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلبه من الخرطوم السماح لبعثة (يوناميد) بالتحقيق في الحادث بعد ساعات من اصدار منظمة "هيومان رايتس ووتش"، تقرير زعمت فيه أنها وثقت بعد مقابلات مع ضحايا اغتصاب بينهم قاصرات بيد قوات حكومية في تابت. وجددت الخرطوم أيضا رفضها طلب الأمين العام. وتم نشر قوات حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة مطلع العام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش ومتمردين منذ عام 2003 خلف 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية. وتعتبر يوناميد ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم ويتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت نحو 1.4 مليار دولار للعام 2014.