كشف عضو مجلس محافظة نينوى، سيدو جتو شنكالي، اليوم الأربعاء، عن نقل المئات من المقاتلين غالبيتهم من أبناء الأقليات، من معسكرات التدريب لتحرير الموصل إلى بلدات محررة حديثا غرب الموصل مركز محافظة نينوى بشمال العراق. وقال شنكالي لوكالة الأناضول، انه "بعد فتح المعسكر الثاني لشرطة محافظة نينوى والمسمى بمعسكر تحرير غرب نينوى، وهي مناطق ربيعة وزمار وسنوني التي تم تحريرها مؤخرا، ونظرا للحاجة الماسة لتواجد هؤلاء المقاتلين في مناطقهم قمنا وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بنقل نحو 400 مقاتل منهم إلى تلك المناطق". وأضاف "هنالك حاجة لتواجدهم بمراكز الشرطة في تلك المناطق، مع وجود حاجة لوجودهم في المحاكم القضائية لتيسير أمور المواطنين خاصة بعد أن استتب الأمن فيها بنسبة جيدة". وأشار شنكالي إلى أن "غالبية المقاتلين الذين تم نقلهم هم من الإيزيدية وعشيرة الجرجرة الكردية والمسلمون الكرد من أبناء تلك المناطق". وبحسب شنكالي فان "عملية النقل تمت بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان (شمال العراق) التي قدمت عونا يستحق الإشادة والتقدير، علما أنهم يتبعون قيادة شرطة نينوى التي أشرفت على تدريبهم". منوها إلى أن "جميع منتسبي وزارة الداخلية من الشرطة الاتحادية والشرطة المحلية ودوائر المرور والجنسية مشمولون بهذه الإجراءات لكن بعد إكمال التدريبات وبعض الأمور الفنية الأخرى". من جانبه قال النقيب في قوات البيشمركة، شيرزاد زاخولي لوكالة الأناضول إن "اشتباكات متقطعة تدور في مركز قضاء سنجار بين تنظيم داعش وقوات البيشمركة وبقية الفصائل الكردية". وأضاف: "الحرب في سنجار تحولت الى حرب شوارع وخنادق، وهنالك قصف بمدافع الهاون واشتباكات متبادلة بالأسلحة البسيطة والخفيفة فضلا عن القنص". وبحسب زاخولي فان "طيران التحالف الدولي أحبط هجوما لتنظيم داعش شمال غرب سنجار بعدما شن غارات جوية متتالية على تجمعات له في الجانب السوري من بلدة خانصور العراقية (67 كلم شمال غرب سنجار)". مرجحا وقوع "خسائر بشرية ومادية في صفوف التنظيم الإرهابي". على صعيد متصل، قال نواف خديدا سنجاري، زعيم مفرزة ايزيدية في قضاء سنجار للأناضول إن "مسلحين مجهولين يقومون بحرق المزارع العائدة للايزيديين في المناطق الواقعة بين مناطقنا وبين القرى العربية شمالي ناحية سنوني (63 كلم شمال سنجار)". واضاف "منذ تحرير ناحية سنوني ولحد الان تم حرق 11 مزرعة بالكامل، علما أن أعمال الحرق تقع ليلا، ولهذا قمنا باتخاذ إجراءات لمنع تكرارها". مرجحا "تورط عناصر من تنظيم داعش بهذه الأعمال لإيقاع الفتنة بين الايزيديين وبين العرب القاطنين في تلك المناطق". وكان تنظيم داعش قد اجتاح قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) الذي يقطنه اغلبية من الكرد الايزيديين في الثالث من شهر آب/ اغسطس الماضي، قبل ان تتمكن قوات البيشمركة المعززة بغطاء جوي من التحالف الدولي من تحرير الجزء الشمالي من قضاء سنجار وفك الحصار عن الالاف من العوائل والمقاتلين الذين حوصروا بجبل سنجار في منتصف كانون الاول/ ديسبمبر الماضي. وتتحدث تقارير صحفية وناشطين ايزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الآلاف من الإيزيديين المدنيين. والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.