بدأت إحدى فصائل قوة حماية "سنجار"، المتمركزة قرب الحدود العراقية السورية، اليوم الثلاثاء، حفر خندق يفصل المناطق الإيزيدية عن القرى العربية المجاورة، في اجراء احترازي. وقال مصدر في قوة حماية سنجار (الايزيدية) لوكالة "الأناضول" إن "الفصيل الإيزيدي الذي يعمل بإمرة المقاتل مروان الياس بدل، بدأ بحفر خندق غربي مجمع خانصور (65 كلم شمال سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق) الذي يقطنه الإيزيديون لفصله عن القرى العربية المتاخمة للحدود السورية ببضعة كليومترات". واستعادت قوات البشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، السيطرة على مجمع خانصور، قبل أسبوعين، بعد أن سيطر تنظيم "داعش" عليه لمدة طويلة، حسب مراسل "الأناضول". وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: "طول الخندق يبلغ 17 كلم وبعمق 3 أمتار، وتم تأسيس نقاط للحراسة على طول الخندق من قبل المقاتلين الايزيديين المدججين بمختلف صنوف الأسلحة الدفاعية والهجومية". ومضى قائلا: "هذا الخندق ليس خطا دفاعيا ايزيديا، بقدر ما هو محاولة أولية (احترازية) لتأمين الجانب الغربي من المجمعات الإيزيدية التي لا تبعد أكثر من 25 كلم عن الحدود السورية". ولفت المصدر إلى أن "الجانب العربي من الخندق هم من يتخذون وضعية الدفاع، بل انهم يسعون للتواصل معنا بهدف تجنب أية احتكاكات"، مضيفا: "لن نسمح بوقوع أية اعتداءات مجددا على المناطق الإيزيدية". وسيطر تنظيم داعش على معظم أجزاء قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) والذي يقطنه أغلبية من الكرد الإيزيديين في الثالث من أغسطس/ آب المنصرم، فيما تمكنت قوات البيشمركة من تحرير الأجزاء الشمالية منه بينها مركز ناحية سنوني (63 كلم شمال غرب سنجار)، ومجمع خانصور قبل نحو أسبوعين. وتتحدث تقارير صحفية وناشطين إيزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الآلاف من الإيزيديين المدنيين، وهو ما لا يتسنى الحصول على تعليق بشأنه من التنظيم نظرا للقيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.