.. «مصر».. قلب الاسلام النابض مشغولة بلملمة جراحها بعد ثورة يناير،.. واعادة ترتيب البيت من الداخل، وتطهير البلاد من بقايا نظام «المتخلي» وزبانيته،.. وبحث مستقبل البلاد واوضاع العباد. «سورية»،.. العروبة والمواجهة، والجبهة الشرقية، تقاتل من حارة الى حارة.. من دمشق الى دير الزور من اجل الحرية.. ودماء الشهداء تغطي بلاط حارات دمشق ومجاري انهار غوطتها. .. «الأردن».. يسعى للاستقرار بعد مظاهرات حاشدة، طالت هتافاتها رموز حكمه، وسارع مليكه الى احتواء الغضب الشعبي من ناحية، ومواجهة تهديدات ابناء القردة والخنازير بالاستيلاء الكامل على الضفة الغربية، ووضع عمّان أمام الأمر الواقع. ..«لبنان».. لا حول له ولا قوة، ما بين سطوة مطرقة «زعيم النصر الالهي» السيد حسن نصر الله، وجيشه المغوار، وسندان الطائفية والعمالة، تضيع صرخات الوطنيين بانتظار اجتياح اسرائيلي جديد، يخفف الضغط الداخلي عن الجميع، ويصنع ابطالا جدداً من ورق صحي جدا. كل دول المواجهة مشغولة بجراحها.. وهمومها.. فمَنْ للأقصى الشريف اليوم؟.. مَنْ للقدس المحتلة؟ اليوم الاحد تنادى ابناء جماعة يهودية متطرفة بحملة جماعية لاجتياح حرم المسجد الاقصى في توقيت اعتبروه اكثر من ممتاز للقيام بجريمتهم والوصول الى تنفيذ مخطط هدم المسجد الاقصى، والبدء ببناء هيكل سليمان المزعوم، الامر الذي دفع الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الاقصى المبارك للصراخ – أمس السبت – محذرا من نجاح اليهود المتطرفين في اقتحام المسجد الاقصى في ظل انشغال العالم الاسلامي والعربي بقضاياه الداخلية، وانكفائه على همومه واحزانه، وتعثره في اكوام خطايا زعمائه واخطاء قادته. اعلم ان هذا التهديد سبقته مئات التهديدات التي نجح حراس الاقصى الشريف وسدنته في احباطها، والذود عن اولى القبلتين، لكن الوضع اليوم اكثر خطورة لاعتقاد المتطرفين اليهود اننا في اوج ضعفنا، واسوأ درجات وهننا. وادعو الله الا يكون ذلك صحيحا..، واعتقده غير صحيح، فمن يضع رأسه فوق كفه في سبيل حريته، ومستقبل ابنائه، وعزة وطنه، وكرامة اهله، من الاولى ان يقدم روحه فداء لمسجد ذكره الله في كتابه العزيز بقوله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير} (سورة الإسراء) الآية (1). حفظ الله الاقصى الشريف من كيد الكائدين.. ومكر اليهود والمتطرفين. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 في القدس، أعني داخل السور القديم، أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى تصوبني. فإن الأنبياء هناك يقتسمون تاريخ القدس... يصعدون إلى السماء ويرجعون أقل احباطاً وحزناً، فالمحبة والسلام مقدسان وقادمان إلى المدينة. (محمود درويش – رحمه الله)