قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن دبلوماسيين غربيين وموظفين، فروا من اليمن الأربعاء، بعدما اتسعت رقعة الاضطرابات المتزايدة في البلاد الفقيرة، مع تحرك قوات خاصة مصرية وسعودية وإنشاء وحدة عسكرية مشتركة للتدخل السريع إذا ساءت الأوضاع. وأضافت أن "المملكة العربية السعودية تسلح القبائل الموالية لها في اليمن، في حين أن مصر تستعد لتجهيز وحدة عسكرية للتدخل العسكري في اليمن إذا اقتضت الضرورة". وأشارت إلى أن "القاهرةوالرياض تنسقان للقيام بعمل عسكري مشترك إذا تعرضت حركة الملاحة في مضيق باب المندب لتهديدات المتمردين الحوثيين، بالتزامن مع مغادرة الدبلوماسيين الغربيين صنعاء، بسبب المخاوف المتزايدة من الفوضى، بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم في اليمن". ونقلت الوكالة عن 3مسؤولين أمنيين مصريين قولهم، إن "مصر قد جهزت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل إذا هدد المتمردون الحوثيون خطوط الملاحة والسفن في مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر". وأوضح المسؤولون أن تلك القوة ضمن الجيش الثالث الميداني الذي يقوم بعمليات أمنية واستخباراتية في البحر الأحمر انطلاقا من مقره في السويس. وقال المسؤولون المصريون المتواجدون في مصر واليمن، والذين رفضوا ذكر أسمائهم، لأنهم غير مصرح لهم بالحديث لوسائل الإعلام، إن "مصر والسعودية تنسقان للقيام برد عسكري مشترك استجابة لأي تطورات في اليمن بما في ذلك تعطيل السفن". وأضافوا أن مصر والسعودية أسستا علاقات عسكرية وثيقة، منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم في يونيو الماضي، تمثلت في إجراء مناورات حربية مشتركة بما فيها التدريبات البحرية في البحر الأحمر، في حين أن الآلاف من القوات المصرية متواجدون مع نظرائهم السعوديين على الحدود الشمالية للمملكة مع العراق، في مواجهة مسلحي تنظيم "داعش". وقالت الوكالة إنه "نظرا لكونهما أقوى قوتين سنيتين في المنطقة، فإن مصر والسعودية تنظران لصعود الحوثيين على أنه إنذار، ويعتبرونه انتصارا جيوسياسيا جديدا لإيران بعد أن عززت نفوذها في العراقوسوريا ولبنان". وأشارت إلى أنه "في حين أن الحوثيين ينفون أي علاقات لهم بإيران، كما يصعب على وجه الدقة تحديد دور طهران في الأحداث الأخيرة باليمن، في حين أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني ومسؤول كبير بوزارة الخارجية الإيرانية، أوضحا في تصريحات منفصلة، أمس الأول، أن الجمهورية الإسلامية تنظر باستحسان للأحداث في اليمن". وقال روحاني، خلال الاحتفالات بالذكرى الثورة الإسلامية، إن "الجمهورية الإيرانية الإسلامية هي القوة التي ساعدت الشعوب في سورياوالعراق ولبنان واليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية". وذكر الباحث الخبير في شؤون الشرق الأوسط، ميشال حنا، أن "اليمن بمثابة القمر لمصر، ولكنها مهمة بسبب علاقات القاهرة الوثيقة مع الرياض التي تعتبر اليمن قضية ذات أولوية".