قال خبير أمني واستراتيجي إن مصر قد تتدخل عسكريًا في حال سيطرة المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران على مضيق باب المندب ومن ثم غلق الشريان الرئيس لقناة السويس, خاصة وأن الأمر يتعلق بأمنها القومي. ويتزايد القلق الإقليمي والدولي إزاء أمن وسلامة الملاحة في جنوبالبحر الأحمر، في ضوء تراجع حضور الدولة اليمنية ومؤسساتها العسكرية والأمنية، وامتداد نفوذ جماعة الحوثي، التي يتردد أنها تعتزم التوسع عسكريا في محافظة تعز (وسط) ذات التضاريس الجبلية والمطلة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، لاسيما وأن المضيق يقع ضمن السيادة الجغرافية لتلك المحافظة. وقال اللواء حسام سويلم الخبير الأمني والإستراتيجي ل "المصريون"، إن "مصر أصبحت مهددة بشكل كبير بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم في اليمن بدعم من إيران التي ستقوم بمد شمال اليمن بالسلاح، لتفجير حرب أهلية تؤدي إلى سيطرة إيران على مضيق باب المندب ما يهدد مصر بشكل كبير". وتوقع سويلم "تدخلاً عسكريًا مصريًا في منطقة باب المندب إذا ما حاول الحوثيون بدعم من إيران إغلاق باب المندب والذي يعد شريان الحياة لمجري قناة السويس مما يعد كارثة كبيرة محتملة الوقوع". وأضاف "إيران تحاول السيطرة على الوضع العربي من خلال ما يحدث في سوريا والعراق واليمن، خاصة وأن اليمن تقع في شمال السعودية مما يعد تهديدًا واضحًا للمملكة التي تشهد توتر علاقتها بإيران ودخولها في حرب للنفط لإضعاف الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد بنسبه كبيرة على تصدير النفط". وشدد الخبير الأمني والإستراتيجي على ضرورة وجود تحالف مصري خليجي يهدف لوقف التمدد الإيراني في المنطقة عبر الدول التي تعاني من توترات داخلية بجانب التوصل إلى حلول لمواجهة سيطرة الحوثيين على اليمن. من جانبه، قال نادر الشرقاوي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الوضع في اليمن تأزم بشكل كبير بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في غفوة من الحكام العرب، وسيتحكمون في مضيق باب المندب والذي يمثل لمصر أمنًا قوميًا. مع ذلك، استبعد الشرقاوي "تدخلاً عسكريًا مصريًا لمنع الحوثيين من السيطرة على باب المندب والتحكم في حركة الملاحة المارة به"، مؤكدا أن "الوضع غير واضح خاصة وأن إيران تساند هذه الجماعة الشيعية لفرض سيطرتها على الحكم في اليمن بجانب الرئيس السابق علي عبد لله صالح الذي يحاول هدم الدولة بعد الإطاحة به من الحكم ومن المحتمل استخدام الحوثيين لإسقاط النظام الحالي". وتابع "مصر يجب أن تتعامل مع الوضع اليمني في البداية من خلال إصدار بيانات دبلوماسيه تدعو من خلالها إلى لم الشمل ووجود حوار مجتمعي بين الحوثيين والمسئولين في اليمن لتحجيم سيطرتهم على مفاصل الدولة". وقال إن "مجلس التعاون الخليجي بدأ في التحرك خاصة وأنه يمتلك تعاملات تجارية ومصالح اقتصادية كبيرة قد تتأثر بوجود جماعة الحوثيين في السلطة، لأنها تنفذ أجندة إيران في الشرق الأوسط ودول الشام".