تصاعدت حدة المعارك بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا، اليوم السبت، على نحو كبير بين القوات التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المنعقد في طبرق، وبين تنظيم "أنصار الشريعة" بالتحالف مع كتائب الثوار الإسلامية. وبحسب شهود عيان، تحدثوا لمراسل للأناضول، فإن المعارك تصاعدت حدتها بجميع محاور القتال في مناطق (الصابري والليثي) وكذلك بمناطق الضواحي كالهواري والقوارشة. ولم تعلن أي من المستشفيات الحكومية حتي عصر اليوم عن استقبالها ضحايا جراء المعارك الدائرة، غير أن الشهود أكدوا أن أصوات القذائف القذائف والصواريخ تسمع بشكل واضح في كافة أرجاء المدينة، كما أن حركة سير المواطنين تقلصت بشكل كبير خوفا مما يجري. وفي حين أعلنت صفحات تابعة للجيش الليبي أن "معارك اليوم بداية لمعركة الحسم ضد المليشيات المتطرفة بعد وصول الذخيرة للجيش"، أشارت صفحات أخري تابعة للثوار وتنظيم أنصار الشريعة أنهم "مستعدون لصد هجمات الطواغيت". بالموازاة مع ذلك تشن الطائرات الحربية، التابعة لرئاسة أركان الجيش، هجمات جوية، بحسب شهود عيان، على جميع تمركزات تنظم "أنصار الشريعة" في كل محاور القتال بشكل مكثف منذ الصباح. في غضون ذلك استنجدت أكبر المستشفيات الحكومية المتخصصة في مدينة بنغازي بالهلال الأحمر لسرعة العمل على إجلاء المرضي والأطقم الطبية العالقة داخل مقرة بمنطقة الهواري وذلك بعد تساقط القذائف علي المبني جراء المعارك القريبة وارتفاع التوتر الأمني بالمنطقة. وفي بيان له صباح اليوم السبت قال مركز خدمات الكلي بنغازي إن "الوضع الأمني غاية في التوتر داخل المركز نظرا لتساقط القذائف التي نشرت حالة من الهلع داخل المرفق الصحي فيما يعلق داخله الآن العديد من المرضي والأطقم الطبية". ويقع مركز خدمات الكلي ببنغازي بمنطقة الهواري التي تشهد معارك طاحنه منذ أشهر، فيما أغلقت مستشفيات حكومية أخري في وقت سابق بسبب وقوعها بمناطق اشتباك وتساقط القذائف داخلها. وتدور معارك اليوم في منطقتي الصابري وسوق الحوت الملاصقة لها والتي يسيطر عليهما تنظيم "أنصار الشريعة" والدروع تجمع لكتائب الثوار، في حين يحاصر المنطقة قوات من رئاسة الأركان قادمة من الشرق الليبي بإمرة العقيد فرج البرعصي. وفي منطقة أخري تشهد معارك عنيفة أخري بين كتيبة 204 دبابات وكتيبة 21 صاعقة التابعتين لرئاسة الأركان وبين تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شوري الثوار في منطقة وقاريونس والقوارشة والهواري ". وبمنطقة بوعطني تجري معارك أيضا بين تنظيم أنصار الشريعة المسيطرين علي مقر مدرية الأمن بالمنطقة وبين قوات الصاعقة التي عادت مؤخرا إلي الثكنة الرئيسية الخاصة بهم بالمنطقة بوعطني المجاورة. أما معارك منطقة الليثي فهي أيضا تدور بين مسلحين من تنظيم أنصار الشريعة بقيادة وليد البرناوي و شقائه وبين أهالي المنطقة الموالين للجيش بمسانده أحدي وحدات الجيش. وتنتشر في المدينة التجمعات المدنية المسلحة الموالية للجيش، كما يستمر في الوقت نفسه إقفال جميع الشوارع الرئيسية في المناطق بإطارات السيارات والسواتر الترابية سيارات محروقة. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي الذي أقاله مجلس النواب.