أوضحت عضو ائتلاف اليسار الراديكالي (سيريزا)، الدكتورة "مارينا برينتوليس"، أن نجاح "سيريزا" في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها اليونان، ستزيد أعداد الأصوات المنتقدة لسياسات التقشف في الدول الأوروبية، والدعم لتحالفات اليسار الراديكالي المشابهة لسيريزا، خاصة في دول الجنوب الأوروبي. جاء ذلك في مقابلة أجرتها برينتوليس - الأستاذة في جامعة إيست أنجليا البريطانية - مع مراسل الأناضول في العاصمة البريطانية "لندن"، وأضافت أنها تتوقع ارتفاع حجم الدعم الشعبي لليسار الراديكالي، في البلدان التي شهدت مظاهرات احتجاجية مناهضة لسياسات التقشف، مثل إسبانيا وإيطاليا. وتابعت: "إن السياسات الاقتصادية التي طبّقت في العديد من البلدان الأوروبية بعد أزمة اليورو ما بين 2008-2009، تسبب بردود فعل سلبية من قبل الجماهير، واحتجاجات استهدفت سياسات التقشف التي فرضت من قبل ألمانيا وبروكسل (عاصمة الاتحاد الأوروبي)، على اقتصادات دول الجنوب الأوروبي، كما أن ردود الفعل التي ظهرت في القاعدة الاجتماعية، انعكست على أروقة السياسة في اليونان، وفتحت الطريق أمام حزب يساريّ راديكالي كان لا يملك سوى 4% من أصوات الناخبين عام 2009، للوصول إلى السلطة بعد أن تمكن من نيل ثقة 36% من الناخبين اليونانيين، ما يعني بداية وجود احتضانٍ جاد يناهض سياسات التقشف". وأشارت برينتوليس، إلى أن سيريزا تداعف عن عدم جدوى سياسات التقشف، وتطالب بإعادة إجراء مفاوضات جديدة على الديون، وإلغاء جزء من ديون اليونان، ودفع ما تبقى بشكل يتماشى مع النمو الاقتصادي للبلاد. ولفتت برينتوليس، إلى أن أبرز الوجود الداعم لحركة التغيير الجارية في اليونان، هي تنسيقية اليسار الاجتماعي لمناهضة الفساد السياسي والاقتصادي في إسبانيا، والتي تهيكلت على شكل حزب سياسي عرف باسم حزب بوديموس (قادرون) في كانون الثاني/ يناير 2014، حيث نظّم بوديموس تظاهرة كبيرة شارك بها أكثر من 100 ألف مناصر، في العاصمة الإسبانية "مدريد"، أكّد خلالها زعيم الحزب "بابلو إغليسياس"، على إمكانية التغيير، مشيرًا إلى تمكن نظيره اليوناني من كسب الانتخابات. وكشفت برينتوليس، عن أن سيريزا يعمل على تنسيق المواقف والجهود مع نظيره الإسباني بوديموس، معربة عن تمنياتها بتحول بوديموس إلى قوة سياسية هامة في الانتخابات العامة القادمة في إسبانيا، وقالت: "هنالك العديد من الأحزاب السياسية الداعمة لسيريزا في أوروبا، وعلى سبيل المثال، هناك حزب العمال وحزب الخضر في المملكة المتحدة، يدعمان مواقفنا وخطاباتنا السياسية، رغم اختلاف الوضع الاقتصادي في بريطانيا، إلا أن الحزبين المذكورين يثبتان أن سياسات التقشف المفروضة على بعض الاقتصادات الأوروبية غير مجدية". من جهته، أوضح رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية "سنان أولكن"، أن تجربة سيريزا، التي لفتت الأنظار نحو وجود كتلة سياسية لا يمكن الاستهانة بها من الرافضين لسياسات التقشف التي تنتهجها دول الجنوب الأوروبي، ستظهر مدى نجاح الأحزاب اليسارية في حل المشاكل الاقتصادية، كما ستظهر إمكانية استمرار تلك الأحزاب في المشهد السياسي.