شن الرئيس الزيمبابوي، روبرت موغابي، ورئيس دولة ناميبيا، هيفيكبونى بوهامبا، هجوما حادا ومفاجئا على المغرب بشأن النزاع في إقليم الصحراء بين الرباط وبين "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" (البوليساريو). الهجوم جاء خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية 24 اليوم الجمعة، المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وطالب رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي موغابي، بضرورة "تحرير كافة الأراضي الإفريقية" مضيفا "إخواننا وأخواتنا في الصحراء الغربية لازالوا تحت الاحتلال المغربي".
ودعا الأممالمتحدة لتطبيق كل القرارات المتعلقة بإجراء الاستفتاء في تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.
وتابع "إن فشلنا في استكمال عملية تحرير الصحراء الغربية ستكون سلبية في تاريخ آبائنا المؤسسين الذي حاربوا من أجل تحرر أفريقيا".
في نفس الاتجاه، قال رئيس دولة ناميبيا هيفيكبونى بوهامبا، إنه "يجب تحرير الصحراء الغربية" معلنا تضامنه مع "نضال شعب الصحراء الغربية".
وطالب في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة، بمنح حق تقرير المصير للصحراء الغربية عبر الاستفتاء الذي طرحته الاممالمتحدة.
وكان وزيرا خارجية زيمبابوي وأنغولا، شنا هجوما مماثلا، الثلاثاء الماضي، خلال مناقشة المجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي، في اجتماع مغلق بأديس أبابا، مسودة تقرير خاص بأزمة الصحراء الغربية يتضمن آخر التطورات، وجهود الاتحاد والأممالمتحدة وتوصيات الاتحاد لاستمرار التفاوض بين أطراف الأزمة على أمل إيجاد حلي سلمي.
وانسحبت المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية (تحولت لاحقا إلى الاتحاد الأفريقي) عام 1984؛ احتجاجا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي تنازعَه إقليم الصحراء.
وتأسست جبهة "البوليساريو"، التي انبثقت عنها "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في 10 مايو/آيار 1973، وأخذت اسمها من المختصر الإسباني المكون من الحروف الأولى لاسم "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، حيث إن "الساقية الحمراء ووادي الذهب" هو الاسم القديم غير المتداول لإقليم الصحراء.
ومنذ توقيع الطرفان اتفاقا لوقف إطلاق النار عام 1991، تشرف الأممالمتحدة على مفاوضات بين المغرب و"البوليساريو"؛ بحثًا عن حل نهائي للنزاع.
ويعود آخر لقاء بين طرفي النزاع إلى مارس/آذار 2012، وانتهى دون إحراز أي تقدم.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد سيطرة المغرب عليه إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.