ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن غياب التنمية, والإجراءات الأمنية القاسية, من أبرز أسباب تحول الجزء الشمالي من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى أرض خصبة لمسلحي تنظيم الدولة "داعش". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 يناير أن "عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي, المحسوب على الإسلاميين, والعمليات الأمنية الموسعة في سيناء, ساهما أيضا في تطرف مزيد من السكان المحليين هناك". وتابعت "يوجد في سيناء حاليا أخطر فرع لتنظيم الدولة, وهو ما يشكل تحديا خطيرا للجيش المصري, ولنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي". وكان الجيش المصري أعلن حالة استنفار في شمال سيناء, عقب الهجمات الدامية, التي استهدفت مقار أمنية وثكنات عسكرية في مدينة العريش في 29 يناير ، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقد أعلنت جماعة "ولاية سيناء", التي بايعت تنظيم الدولة, وكانت تعرف سابقا باسم جماعة "أنصار بيت المقدس"- مسئوليتها عن الهجمات, التي وصفت بأنها الأعنف ضد القوات المصرية. وبدوره, قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اختصار مشاركته في اجتماعات القمة الإفريقية في إثيوبيا, وقصرها على الجلسة الافتتاحية الجمعة الموافق 30 يناير, بعد سلسلة الهجمات , التي شهدتها سيناء. وفي كلمة له أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية, قال السيسي إن مصر تدفع ثمن مواجهتها "الإرهاب والتطرف"، واصفا ما جرى في سيناء بحرب على بلاده, التي تحارب ما سماه أقوى تنظيم سري خلال القرنين الماضيين. وتابع السيسي أن خسائر الجيش والشرطة من هذه العمليات هي ثمن أقل بكثير مما كانت ستدفعه مصر إذا استمر الإخوان المسلمون في الحكم, لمدة ثلاثة أشهر. وتوعد السيسي بالثأر "لدماء ضحايا هجمات سيناء"، قائلا إن مثل هذه الهجمات ستستمر. كما أكد أن المؤتمر الاقتصادي سيقام في موعده في مارس المقبل, وأن على المصريين أن يحتفظوا بمعنويات مرتفعة.