جددت منسقة الأممالمتحدة للإغاثة ونائبة وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، كيونغ وا كانغ، اتهاماتها للنظام السوري، ب"مواصلة قصف المدنيين في سوريا بالقنابل البرميلية". المسئولة الأممية، التي تحدثت إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، قالت: إنه "بالرغم من أن قرار مجلس الأمن رقم 2139 (المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية) يدعو إلى وضع حد للتوظيف العشوائي للأسلحة، إلا أن الحكومة السورية استمرت في تجاهله". وتابعت في إفادتها خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، "يدخل الصراع الذي يستم بالعنف والوحشية عامه الخامس، وتواصل الحكومة أعمال القصف بالطائرات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، واستخدام القنابل البرميلية". وقالت إن "التقارير أفادت بمقتل ما يقرب من 100 شخص وإصابة العشرات في ريف دمشق خلال الفترة من 21 وحتى 26 يناير الجاري". إلا أنها أشارت إلى أن التقرير أفادت كذلك بأن "جماعات المعارضة المسلحة والمنظمات الإرهابية تواصل استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان في مدينة دمشق، وفي 25 من الشهر الجاري، تم إطلاق 50 صاروخا وقذيفة هاون، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص علي الأقل وإصابة 50 آخرين". ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن "المستشفيات والمدارس ومنشآت البنية التحتية للخدمات الأساسية، لا تزال تتعرض للهجوم المتعمد والعشوائي"، مؤكدة أنه تم "توثيق 8 هجمات قامت بها القوات الحكومية علي منشآت طبية في شهر ديسمبر الماضي". كما لفتت إلى أن "جماعة جبهة النصرة قامت بقطع إمدادات المياه عن مدينة إدلب، ما أثر علي حياة أكثر من 60 ألف شخص من المدنيين، فيما قامت الحكومة السورية ردا علي ذلك بمنع وصول المساعدات الإنسانية الي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة". وتطرقت نائبة وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية في إفادتها إلى "الفظائع التي ترتكبها عناصر تابعة لتنظيم اعش ضد المدنيين في سوريا". وأردفت قائلة "لقد أدى العنف المستمر والدمار في سوريا إلى واحدة من أسوء حالات التشرد والنزوح التي شهدها العالم منذ عقود، لدينا حاليا 7.6 مليون شخص من المشردين، إضافة الي 3.8 مليون آخرين في البلدان المجاورة لسوريا".
إلا أنها أشارت إلى استمرار عمليات تسليم مساعدات الأممالمتحدة الإنسانية المرسلة من تركيا والأردن إلى سوريا، مضيفة: "في شهر ديسمبر الماضي، قمنا بتسليم مواد غذائية إلى أكثر من 3.6 مليون سوري، ومواد طارئة غير غذائية إلى ما يقرب من نصف مليون آخرين، في حين تسلم نحو 680 ألف شخص مواد ومساعدات طبية وعلاجية". ومضت قائلة "لا يزال هناك 212 ألف شخص محاصرين في بلداتهم وبيوتهم، منهم 185 ألف تحاصرهم القوات الحكومية و26.500 الف آخرين تحاصرهم قوات المعارضة، ومنذ الأول من الشهر الماضي، تمكنا فقط من الوصول إلى موقعين اثنين من تلك المواقع المحاصرة". ومنذ منتصف مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، ما تزال مستمرة حتى اليوم.