أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية المظاهرات التي خرجت في مصر في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير, وتخللها سقوط قتلى وجرحى. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 26 يناير إن هذه المظاهرات, لم تكن بضخامة ما حدث في 25 يناير 2011 , إلا أنها أكدت أنها تحمل دلالة هامة, وهي أن "الروح الثورية" مازالت قائمة في مصر. وتابعت "القمع الذي يحدث بمصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي, لم ينجح بوأد فكرة الثورة عند المصريين", مشيرة إلى انتشار حالة من اليأس في البلاد من حدوث إصلاح حقيقي. وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أبدت الثلاثاء الموافق 27 يناير "قلقها الشديد" لمقتل متظاهرين في مواجهات مع قوات الأمن في مصر, خلال إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. وقال رئيس المفوضية زيد بن رعد الحسين إنه يشعر "بالقلق العميق" لمقتل المتظاهرين في مواجهات في أنحاء مصر منذ 25 يناير, وطالب المسئول الأممي في بيان له بأن تتخذ القاهرة "إجراءات عاجلة لإنهاء الاستخدام المفرط للقوة من قبل عناصر الأمن". وتأتي تلك المطالبة عقب مقتل 25 شخصا لدى تفريق الأمن المصري المظاهرات, التي شهدتها القاهرة ومحافظات مصرية عدة في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير . وقال زيد بن رعد الحسين إن المئات قتلوا خلال الاحتجاجات ضد الحكومات المتعاقبة منذ يناير 2011، ولم يتم إنجاز الكثير على مستوى محاسبة المسئولين عن عمليات القتل. وأضاف "غياب العدالة عن التجاوزات السابقة لقوات الأمن يشجعها على مواصلة نفس النهج"، مشيرا إلى أن ذلك "يقود إلى المزيد من الوفيات والإصابات, كما شهدنا في الأيام الأخيرة". ونقلت وكالة الأنباء الأوروبية عن المسئول الأممي قوله أيضا إن مقتل الناشطة المصرية شيماء الصباغ, تم تصويره "بالفيديو والصور التي نشرت على الإنترنت بعد إصابتها على ما يبدو بطلق ناري من الخلف, خلال مظاهرة سلمية في وسط القاهرة". وأصيب 97 شخصا على الأقل في المواجهات في عدد من المدن المصرية, ومن بينها القاهرة، بحسب بيان المسئول الأممي. وتابع "لقد دعوت السلطات المصرية في السابق إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق الفوري في أي استخدام مفرط للقوة من قبل عناصر الأمن، ومحاكمة مرتكبيها المفترضين والسماح للضحايا بالحصول على العدالة والتعويضات". وفي المقابل, انتقدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها في 27 يناير ردود الفعل الصادرة من دول غربية ومنظمات دولية, إزاء الأحداث, التي تزامنت مع ذكرى ثورة 25 يناير. وقالت الوزارة :"أعربت جمهورية مصر العربية عن استيائها لعدم تضمين هذه البيانات الخارجية إدانات واضحة لأعمال العنف والترويع والإرهاب التي شهدتها البلاد ضد الأبرياء وأفراد الأمن والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة".