البدوي يفشل في تنفيذ توصيات الرئيس.. والأزمات تحاصر الأحزاب قبل الانتخابات "يحسبه الظمآن ماء" على تلك القافية تشير القائمة الموحدة التي كان يخطط لها حزب الوفد مؤخرًا، ففي الوقت الذي سعى فيه حزب الوفد إلى عقد سلسلة اجتماعات مع عدد من الأحزاب للانتهاء من القائمة الموحدة التي نصح بها السيسي، زادت حدة الخلافات التي أحاطت بتلك المحاولات لتقترب في النهاية من الفشل. وكانت أولى العقبات التي واجهت الوفد في تشكيله تلك القائمة رفض محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، ترشيح المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، بالإضافة إلى خلاف آخر حول عدد المقاعد المخصصة لكل حزب داخل القائمة، وكذلك جاءت آلية اختيار المرشحين عن طريق لجنة يرأسها سامح عاشور، نقيب المحامين، ضمن أسباب الخلافات التي لم تنجح الأحزاب في تلافيها أثناء الاجتماع، حيث أبدى البعض اعتراضه على رئاسة عاشور للجنة، مؤكدين أن اللجنة تم تشكيلها قبل الاجتماع. إلى هذا زادت الأمور تعقيدًا بنشوب خلافات داخل تحالف التيار الديمقراطي على الدخول في تلك القائمة من الأساس، باعتبار أن تلك القائمة ستكون ظهيرًا سياسيًا للدولة، وشبيهة بنظام الحزب الواحد داخل البرلمان. وقال محمد بهاء الدين، أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، أن تشكيل قائمة موحدة تجمع الأحزاب، فكرة لا يمكن تنفيذها على أرض الوقع؛ حيث إنه لا يمكن وضع الماء والنار في وعاء واحد؛ بسبب أن الأحزاب المدنية يسيطر عليها المصلحة الحزبية، فكل حزب يسعى للحصول على أكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان؛ خدمة لسياساته العامة، والدليل على ذلك إلغاء اجتماع الوفد الأخير، مشيرًا إلى أن الأحزاب تكمن بداخلها العديد من الخلافات أبرزها أن هناك أحزابًا رأسمالية وأحزابًا يسارية وأحزابًا علمانية وأحزابًا لها مرجعية إسلامية، وداخل هذه الأحزاب قيادات تؤمن أن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة أمريكية، وقيادات ترى أن 30 يونيو كانت انقلابًا، وقيادات ترى أنها كانت ثورة. وأضاف بهاء الدين، أن هناك اختلافًا بين الأحزاب حول عدد المقاعد المقدرة ب 120 مقعدًا على مستوى المحافظات خاصة 30 مقعدًا مخصصة للشخصيات العامة في مقاعد الفئات المميزة؛ فبعضها يرى ضرورة تمثيل رؤسائها كشخصية عامة وبعضها يرفض تدخل رموز سياسية من خارج المحافظات. وانتقد بهاء الدين أن هذه الأحزاب نسيت وجود 420 مقعدًا فرديًا يجب أن يدور حولها الصراع، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية يجب أن تطرح برامجها وخططها وتختار مرشحيها المتواصلين مع الشارع لإقناع الناخبين بالتصويت لمصلحتهم، مؤكدًا أنه لا يوجد حزب تمكن من تشكيل نصف مرشحيه على مستوى المحافظات مع أنه سيتم الإعلان عن فتح باب الترشح خلال أيام. وتابع أنه يتوقع نجاح قائمة الدكتور عبدالجليل مصطفى لأنها ليست حزبية. أكدت مارجريت عازر، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد سابقًا، أن المصالح الحزبية وقائمة الدكتور الجنزوري قد يؤديان إلى فشل تكوين القائمة الموحدة التي دعا إليها حزب الوفد، مشيرًا إلى أن سبب الخلاف بين الوفد وتيار الاستقلال هو تأييد تيار الاستقلال لقائمة الدكتور كمال الجنزوري باعتبار أنها القائمة المنافسة للقائمة الموحدة، مؤكدة أنه لا أحد يستطيع المزايدة على وطنية الجنزوري وأنه يتم التواصل معه لتوقيعه على وثيقة إنشاء قائمة موحدة. وأضافت عازر أنها تتوقع نجاح فكرة القائمة الموحدة بدليل تأييد 20 حزبًا للتوقيع على وثيقة حزب الوفد وهي تشمل نفس بنود وثيقة تحالف الوفد المصري مع إضافة بعض التعديلات عليها. وتابعت أن القائمة تهدف إلى لم شمل الأحزاب والائتلافات تحت مظلة واحدة، مؤكدة أن قائمة الدكتور عبدالجليل مصطفى أبدت ترحيبها بالانضمام للقائمة. من جهتها، أكدت ماجدة البدوي، مقرر لجنة الإعلام بحزب المؤتمر، أن حضور تيار الاستقلال اجتماعات الوفد لتشكيل قائمة موحدة تحصيل حاصل، مشيرًا إلى أن سبب هجوم المستشار أحمد فضالي، رئيس تيار الاستقلال على حزب الوفد هو تأييده لقائمة الدكتور كمال الجنزوري. وأضافت أن قائمة الجنزوري تعد سببًا في فشل الأحزاب في تكوين قائمة موحدة، مشيرة إلى أنها تسببت في فرقة الأحزاب لأن البعض اعتبرها قائمة الدولة، فيما رفض الآخرون الانضمام إليها لأن الجنزوري يفرض شروطًا بعينها، وتلك الشروط تمثل مأزقًا للأحزاب المدنية ولا تسمح بنسبة تمثيل عادلة لهم. في حين قال تامر الزيادي، مساعد رئيس حزب المؤتمر، إنه قد تم الاتفاق على تكوين ثلاث لجان لإعداد وثيقة وطنية يوقع عليها الأحزاب وتتضمن الوثيقة التنسيق بين الأحزاب على كل من القوائم والفردي. وأضاف الزيادي أن جميع الأحزاب أبدت تأييدها للوثيقة باستثناء تيار الاستقلال، وذلك تأييدًا لقائمة دكتور كمال الجنزوري، مشيرًا إلى أن هناك 20 حزبًا وقعت على الوثيقة أبرزها الأحزاب المنضمة إلى تحالف الوفد المصري، بالإضافة إلى شخصيات عامة على رأسها سامح عاشور، نقيب المحامين، متوقعًا نجاح الأحزاب في تشكيل قائمة سياسية موحدة. من جهته، قال الدكتور طارق السهرى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، إنه لا يمكن أن ينجح أي تحالف يعتمد في المقام الأول على إقصاء الآخرين بصرف النظر عن سياسات وتوجهات كل شخص أو حزب، قائلًا: "كنا نتمنى أن تنجح قائمة الوفد من أجل الصالح العام". وأضاف أن هناك أحزابًا داخل التحالف تريد إقصاء الآخر لاختلاف التوجهات أو وجهات النظر، وهذا لا يكون لمصلحة الدولة بل يضر بها، مشيرًا إلى أن حزب النور يرحب بالجميع ويتحالف مع مَن يراه مناسبًا ما دام ذلك يصب في المصلحة العامة وليس المصلحة الحزبية فقط.