قتل 3 عسكريين لبنانيين، اليوم الجمعة، وجرح عدد آخر، في اشتباكات مع مسلحين سوريين سيطروا لفترة على تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك، شرقي لبنان، قبل أن يستعيدها الجيش ويوقع "عدد كبير" من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، حسب مصدر أمني. وبحسب بيان للجيش اللبناني، صدر مساء اليوم، حصلت "الأناضول" على نسخة منه، فإن "مجموعات من التنظيمات الإرهابية هاجمت صباحا، مركز مراقبة متقدماً جداً للجيش في تلّة الحمرا في جرود رأس بعلبك لجهة الحدود اللبنانية السورية"، شرقي البلاد. وأضاف الجيش أنه نتيجة الاشتباكات العنيفة أحكمت قوى الجيش ظهر الجمعة "سيطرتها على التلّة المذكورة، بعد أن قامت بطرد العناصر الإرهابية التي تسلّلت إليها، موقعةً في صفوفهم عدداً كبيراً من الإصابات بين قتيل وجريح". وتابع البيان "سقط للجيش من جراء الاشتباكات عدد من الشهداء والجرحى". وتستمر وحدات الجيش بتعزيز إجراءاتها "واستهداف نقاط تجمع المسلحين ومسالك تحركهم في أعالي الجرود بالأسلحة الثقيلة"، بحسب البيان المذكور. كذلك تعمل على تمشيط منطقة الاشتباكات بحثاً عن مسلحين مختبئين. وفي وقت سابق قال مصدر أمني ل"الأناضول" إن اشتباكات اندلعت، اليوم الجمعة، بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين قاموا بمهاجمة أحد المراكز العسكرية، شرقي لبنان، ما أسفر عن مقتل عنصرين بالجيش إضافة إلى 7 جرحى. وكان قد دعا الجيش صباحا في بيان منفصل جميع وسائل الاعلام إلى "عدم بث أي معلومات عن تفاصيل الاشتباكات " لافتاً إلى أن "بعضها قد بث معلومات غير دقيقة عن الحادث". وعزا الجيش سبب الهجوم إلى "الكمين المتقدّم" نفذته وحدة منه ليل الأربعاء الفائت، لعدد من المسلحين المتسللين باتجاه حاجز وادي حميد في منطقة عرسال وأوقع أربعة قتلى في صفوفهم، وعدد آخر من الإرهابيين في جرود المنطقة". كذلك ذكّر أنه أحبط "محاولة نقل سيارة مفخخة إلى الداخل اللبناني" الخميس، وذلك تحديدا منطقة عين الشعب بعرسال. ومنع الجيش نهاية الشهر الماضي التنقل بين بلدة عرسال وجرودها الحدودية مع سوريا إلا باذن مسبق، وذلك بهدف منع تسلل مسلحي المعارضة السورية المتحصنين في المناطق الجبلية المحاذية للحدود الى الداخل. واستعادت القوات السورية مدعومة بعناصر حزب الله غالبية مدن وقرى القلمون السورية من مقاتلي المعارضة في أبريل، إلا أن آلاف المقاتلين بقوا يتحصنون في المناطق الجردية والمغاور الحدودية مع لبنان، ويتخذونها نقطة انطلاق لهجمات كما يتسللون منها ذهابا وإيابا عبر الحدود. ووقعت في الثاني من أغسطس الفائت معركة داخل عرسال بعدما اقتحمها مسلحون وقتلوا 20 عسكريا و16 مدنيا، كما خطفوا 35 عسكريا في قوى الجيش والأمن ولم يفرجوا إلا عن 7 منهم. ومنذ ذلك الحين، يسعى المسلحون المنتمون إلى تنظيمي "النصرة" و"داعش" بشق طريق إلى الزبداني السورية، عبر جرود لبنان الواسعة، كونهم يسكنون في منطقة جردية عالية جدا عن البحر ويريدون منفذا لهم في الشتاء.