اتهم زعيم قبلي في محافظة مأرب، شرقي اليمن، اليوم الثلاثاء، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتآمر مع جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، مشددا على أن قبائل مأرب لن تسلم المحافظة لمسلحي الحوثي. ومنذ صباح أمس تشهد العاصمة اليمنية صنعاء اشتباكات متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، التي تقول إنها سيطرت على قصر الرئاسة، وسط ترجيحات بأن مأرب هي الهدف المقبل للحوثيين، الذين يتردد على نطاق واسع في اليمن أنهم متحالفون مع الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح. ومن موقعه على الخطوط الأمامية في جبهة القبائل بمأرب لصد هجوم محتمل من مسلحي الحوثي، قال الزعيم القبلي الشيخ حمد بن وهيط، لوكالة الأناضول، إن "محافظة مأرب عصية على جماعة الحوثي، ولن يسلمها أهلها لمسلحي الجماعة". واتهم "بن رهط" الرئيس هادي ب"التآمر مع جماعة الحوثي لتسليم المحافظات اليمنية لمسلحي جماعة الحوثي (من المذهب الزيدي الشيعي)، الذين اجتاحوا صنعاء يوم 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، ثم توسعوا إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. ومضى قائلا إن "هادي سلم (محافظة) عمران (شمال) للحوثيين وقتلوا قائدها العسكري"، في إشارة إلى مقتل العميد حميد القشيبي، قائد اللواء 310 مدرع بالجيش في محافظة عمران، على يد مسلحين حوثيين في يوليو/ تموز الماضي. وبشأن التوقعات بأن يستهدف مسلحو الحوثي محافظة مأرب، قال "بن رهط: "محافظة مأرب تأمن من جماعة الحوثي ومن يواليه في الجيش والسلطات الرسمية، وسنمنعهم من دخول مأرب كما دخلوا عمران وصنعاء". وحول وصف زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، لقبائل مأرب ب"التكفيريين والإرهابيين"، قال إن "الحوثي هو التكفيري والإرهابي؛ لأنه من فجر المدارس ونهب الأموال والمعسكرات، بينما رجال القبائل لم يغزوا مؤسسة ولم ينهبوا معسكراً". وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية في اليمن (مركز بحثي غير حكومي)، عبد السلام محمد، لوكالة الأناضول إن اندلاع المعركة في مأرب بين مسلحي الحوثي والقبائل "بات مسألة وقت (...)؛ بعد أن صار الحوثيون يسيطرون على أغلب محافظات شمالي اليمن، باستثناء محافظتي مأرب وتعز، واللتان يحتاج الحوثيون إلى السيطرة عليهما بأي ثمن سواء كانوا يهدفون إلى السيطرة على كل اليمن أو على الشمال فقط". وتتمثل أهمية محافظة مأرب، بحسب الباحث اليمني، في ثلاث نقاط، أولها أهميتها في مجال الطاقة، حيث إنها محافظة صحراوية تستحوذ على مخزون البلاد الأكبر من النفط، وبالتالي منشآت البلاد النفطية، حيث يصدر منها النفط عبر خط صافر - رأس عيسى على البحر الأحمر، والغاز إلى منشأة بلحاف على بحر العرب، وتوجد بها مصفاة مأرب، التي تزود البلاد بجزء لا بأس به من حاجتها للمشتقات النفطية والغاز، كما توجد بها محطة مأرب الغازية للكهرباء، وهي المزود الرئيسي للبلاد بالطاقة الكهربائية. كما أن مأرب، البالغ مساحتها حوالي 17405 كم 2 ويسكنها نحو 238.522 من أصل حوالي 26 مليون نسمة، هي موطن لأهم القبائل السنية المقاتلة في البلاد، وهي بذلك تشكل مركزا قبليا لإقليم سبأ (شرق)، الذي يضم إلى جانبها محافظتي الجوف والبيضاء، واللتان تشاطرانها ذات الصفات القبلية (السنية) المقاتلة، أمام ثالث وآخر دوافع الحوثي للسيطرة على هذه المحافظة فتتمثل في أنها بوابة للسيطرة على عدة محافظات، أكبرها مساحة وأغناها بالثروات النفطية هي محافظة حضرموت. ونشأت جماعة الحوثي عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة بالأساس في محافظة صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح؛ ما خلف آلاف القتلى من الجانبين.