قتل 5 أشخاص على الأقل، وأصيب عدة أشخاص آخرين، اليوم الأحد، في تفجير قنبلة نفذه انتحاري في موقف للسيارات بمدينة بوتيسكوم بولاية "يوبي" شمال شرقي نيجيريا، بحسب مصدر طبي وشهود عيان. وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف قال أمينو سليمان وهو أحد شهود العيان: "تظاهر أحد مهاجمي بوكو حرام كان بأنه أحد الركاب واستقل سيارة في موقف بولالا على طريق جوس في مدينة بوتيسكوم". وأضاف: "وبعد دقائق، انفجرت القنبلة، فقتل 5 أشخاص (بينهم منفذ الهجوم) قرب السيارة على الفور وأصيب كثير من الناس (لم يحدد عددهم)". وبحسب "سليمان"، سادت في المنطقة حالة من الارتباك، كما فر كثير من الناس من موقع الحادث، خوفا من وقوع انفجار ثان. بدوره، قال عبد السلام وويو، وهو أحد الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ وإخلاء المصابين: "نقل كثير من المصابين بسرعة إلى المستشفى على يد رجال الشرطة وبعض المتطوعين"، مضيفًا: "قتل الانتحاري وأربعة أشخاص آخرين"، مشيرا إلى أن اثنين من المصابين حالتهما خطيرة. وأكد مصدر طبي في مستشفى "بوتيسكوم" العامة وصول خمسة جثث إلى المستشفى، وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه: "حتى الآن، (14:50) استقبلنا 35 جريحا وهم يتلقون العلاج الآن". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات النيجيرية، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، غير أن جماعة "بوكو حرام" سبق أن قامت بتفجيرات مماثلة في المنطقة الشمالية الشرقية. وصعدت "بوكو حرام" مؤخرا من هجماتها في مدينة بوتيسكوم التجارية، وينفذ معظمها انتحاريون حيث قُتل اثنين من ضباط الشرطة الأسبوع الماضي، خلال اشتباك مع شخص كان يشتبه انتحاري اعتقلته الشرطة، وجاء الهجوم بعد أسبوع تقريبا من مقتل 7 أشخاص في تفجير مزدوج نفذته انتحاريتان. وفي أواخر عام 2014، اخترق مهاجم انتحاري متنكر في زي طالب، تجمعا للطلبة في الصباح الباكر وفجر عبوات ناسفة، مما أسفر عن مقتل 40 طالبا على الأقل. وجاء الهجوم بعد أقل من شهر من تفجير مهاجم آخر نفسه ما أسفر عن مقتل نحو 45 شخصا من أعضاء جماعة شيعية خلال مسيرة سلمية. ومنذ مايو من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا" في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات والقرى في الولايات الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.