"أزف إليكم البشرى.. لن يكون هناك مريض ب "فيروس سي" في مصر بعد الآن بهذا الجهاز، سآخذ الفيروس من المريض وأعطيه له صباع كفتة يتغذى عليه، وهذا قمة الإعجاز العلمي"، بهذه الكلمات زف اللواء إبراهيم عبدالعاطي، البشرى إلى ملايين المصريين المصابين بفيروس "سي". وتلقفت وسائل الإعلام المحلية والدولية نبأ تحويل الفيروس إلى "كفتة"، في مشهد لخص لأول مرة تذوق الأمل في العلاج من مرض استعصى على كبرى المراكز البحثية في الدول الغربية المتقدمة، ليولد "عبدالعاطي" بعدها أمل الشفاء في قلوب ما يقرب من 18 مليون مواطن مصري مرضى بفيروس "سي". لكن الدكتور عصام حجي، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، كان له رأي آخر في ذلك التوقيت، إذ قال إن الجهاز "فضيحة علمية لمصر، وليس له أساس علمي واضح، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة". تصريحات لم تعجب صاحب الاختراع ليعود، قائلاً: "اختراعي له سر مثل بناء الأهرامات، وعُرض على 2 مليار دولار من إحدى الجهات خارج مصر حتى أنسى الجهاز، ولكني رفضت بعد أن طلبت بتسجيله باسم عالم عربي مسلم، لتخطفني المخابرات المصرية وتعود بي إلى أرض مصر بعدها". وكان مقررًا أن يتم بدء العلاج باستخدام جهاز علاج فيروس "سي" والإيدز للمواطنين المصريين في 30يونيو الماضي، إلا أن اللواء جمال الصيرفي، مدير الإدارة الطبية في القوات المسلحة، أعلن تأجيل تطبيقه لمدة 6شهور تنتهي بنهاية الشهر الجاري حتى الانتهاء من التجارب، وضمان عدم تعرض المواطنين لأي مخاطر في حال علاجهم بالجهاز. وجاء ذلك بعد أن صاحب الإعلان عن "الاختراع"، وبعد شهر واحد من إعلان جهاز علاج "فيروس سي"، أعلنت وزارة الصحة عن اتفاق لتوفير علاج أمريكي لفيروس سي بمبلغ 300 دولار، في واقعة لم تكن الوحيدة التي شككت الكثيرين في جدية اختراع "عبدالعاطي". إلى أن دفع المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع في ذلك التوقيت إلى اتخاذ قرار بتشكيل لجنة طبية تضم كبار أساتذة الطب لإجراء دراسة بحثية علمية على هذا الاختراع جاءت لتزيد من علامات الاستفهام. وبدأت قصة ذلك الجهاز في 22نوفمبر 2013، حينما عرض التلفزيون المصري تقريرًا مصورًا عن نجاح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في ابتكار علاج جديد للمصابين بفيروسي "سي" والإيدز،. واليوم 30 ديسمبر من المفترض أن يخرج الجهاز إلى النور في مؤتمر صحفي عالمي، كما أعلن حين تم تأجيله للمرة الثانية منذ 6 أشهر، لكن لا يبدو أن الاختراع سيرى النور، وليكون بحق أكبر "فنكوش" خدع به المصريون.