صرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم أن الحل في سوريا داخلي سياسي وليس جغرافيا، وهو لن يتحقق مع وجود حدود مفتوحة أمام السلاح والمسلحين والتدفقات المالية. قال بري خلال مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني- إن الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الاستقرار في الشرق ينطلق من إعادة بناء الثقة في العلاقات الإيرانية -السعودية,معتبرا أن لبنان يرتب الجغرافيا البشرية النموذجية لصياغة هذه العلاقة”. وأضاف: أن الحرب الدولية الجوية في العراقوسوريا لن تؤدي إلى استتباب الأمن وأن المطلوب نشر التوعية الإيمانية الحقيقية والتنمية في خط مواز. ودعا إلى وضع خطة شاملة لمواجهة الفكر المتطرف والتسييس البغيض وحفظ حقوق الإنسان. وقال ” أما آن الأوان لاكتشاف كذبة الربيع بتحقيق الديموقراطية بالقوة وفي شرق أوسط مع الأسف غير مؤهل لها؟”، مشيرا إلى أن مفكرا فرنسيا قال في تسعينيات القرن الثامن عشر إن الديموقراطية تنمو ببطء وليس من خلال ثورات عنيفة”. من جانبه، ثمن على لاريجاني المبادرة السياسية والوطنية التي قام بها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في هذه الفترة والتي افسح من خلالها المجال للحوار الأخوي البناء بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية “في إشارة للحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل”. وأضاف” نحن نعتبر أن هذه المبادرة الوطنية وهذا الحوار الكريم من شأنه أن يفسح المجال أمام المزيد من التقريب في وجهات النظر وفي الرؤى لمختلف القوى والتيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية الأمر الذي يؤدي إلى حلحلة العديد من المشاكل السياسية التي ما زالت قائمة حتى الآن. وقال “إن المشاكل السياسية العالقة على الساحة اللبنانية هي أمر يخص اللبنانيين أنفسهم وبالتالي لا بد للنخب السياسية اللبنانية أن تجد المخارج اللازمة لمثل هذه المشكلات، ونحن نعرف أن النخب السياسية لطالما تحلت بالوعي والنضج والخبرة والكفاية التي تؤهلها لإيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لكل الأزمات التي يمر بها هذا البلد الشقيق”. وأضاف “أنا اعتقد أن كل القوى المؤمنة بفكرة المقاومة والممانعة ينبغي أن تركز في هذه المرحلة على أمرين أساسيين، الأول يتعلق بالتصدي للكيان الصهيوني، والثاني التصدي ومواجهة ظاهرة الإرهاب والتكفير المتفشية للأسف الشديد في هذه المنطقة، ونحن نعتقد أن هذين الأمرين هما وجهان لعملة واحدة”. وأردف “بطبيعة الحال ينبغي اللجوء إلى الأساليب السياسية من أجل مقاربة هذه الأمور، وهذه الفكرة نادينا بها منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها الأزمة السورية، وللأسف الشديد فإن الكثير من القوى الإقليمية لم توافق الرأي مع إيران وبالتالي شهدنا أن الأزمات استفحلت واشتدت”. وتابع “لكن المشكلة الحقيقية تكمن أنه عندما تم الإفساح في المجال لظهور هذه القوى والحركات الإرهابية التكفيرية والمتطرفة صراحة لا يمكن أن تلملم الوضع بالسهولة المتوقعة، وبالتالي يجب أن نسير على خطوتين لازمتين: الأولى المبررات السياسية، والثانية الأساليب الأمنية المناسبة والمواتية”. وختم كلمته بالقول: “اننا نشعر بسرور عندما نرى ان الاطراف المنادية للحل السلمي بدأت تزداد اكثر من السابق. ونأمل ان تتاح الفرصة في المرحلة المقبلة لبلورة هذه الافكار السياسية التي من شأنها ان تعمل على حل هذه الازمة”.