"برامج التوك شو والمسابقات" التي أصبحت في كل الشاشات، بين برامج ترفيهية وأخرى تدعى صناعة نجوم من المواهب الشابة في شتى المجالات من الغناء والتمثيل، وأسماء برامج أصبحت محط انتباه الجماهير وحديثهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والمشكلة ليست في البرامج ولكن المثير واللافت للانتباه أن الوجود اللبنانى حاضر بكثافة في هذه البرامج بل والأغرب أن الكثير منها تمويل مصرى فنجد أن رجال الأعمال المصريين الذين يتحدثون ليل نهار فى برامجهم السياسية عن قيام مصر وعودتها للريادة فى العالم العربى على كل المستويات سواء السياسى أو الاقتصادى أو الثقافى لقيادة المنطقة العربية لا يساعدونها فى أبسط الأشياء ألا وهو دعم صناعة هامة فى البلاد وهى صناعة الإعلام وتوفير فرص عمل للعاطلين فى هذه المهنة لينطبق عليهم مثل "أسمع كلامك اصدقك أشوف أمورك استعجب" لاسيما أن مثل هذه البرامج لا يستفيد منها العاملين فى المهنة فقط بل مصر أيضاً على المستوى الثقافى للتأثير فى المنطقة عن طريق ما يُسمى ب "القوة الناعمة" التى طالما كانت تتمتع بها وأصبحت تفقدها الأن حيث أن تصوير مثل هذه البرامج فى لبنان لا يقطع على مصر تأثيرها الثقافى فى المنطقة بل الدعاية السياحية لها لاسيما أن الإخوة اللبنانيين يستخدمون هذه البرامج والشاشات المصرية من أجل الترويج السياحى لبلدهم. فنجد أن البرامج برمتها تقام في العاصمة اللبنانيةبيروت، ويكون مقدمو البرامج مذيعات لبنانيات، ليس هذا فحسب بل أعضاء لجان التحكيم يكونون أيضًا من لبنان، وكذلك من يشاركون في الغناء كنجوم للسهرة يكونون لبنانيين، ومصر التي يتشدقون بمقولة هوليوود الشرق وتمتلك كتلاً خرسانية في السادس من أكتوبر، تسمى"مدينة الإنتاج الإعلامى"، وبها استديوهات تصوير عملاقة صُرف عليها ملايين الملايين من جيوب الشعب المصري، وقالوا أنه لايوجد مثيل لها فى الشرق الأوسط لتصبح خاوية ويقوم رجال الأعمال المصريين بتمويل برامج يتم تصويرها في لبنان التى لا تمتلك 1/4 الإمكانيات التى تملكها مصر سواء فى مدينة الانتاج أو غيرها من استديوهات وإمكانيات مادية في ظل تجاهل للعاملين بالمهنة وللنجوم المصريين في شتى المجالات. الغريب في الأمر أن الكثير من تلك البرامج والتي يمولها رجال أعمال مصريون يستطيع مصريون أن يقوموا بها، فمصر التي صنعت الفوازير وأبهرت العالم العربي لن تستطيع أن تصنع برامج مواهب أو "توك شو" يكون فيه عنصر إبهار في الصورة، والسؤال هل مصر نضبت من النجوم لاسيما فى الغناء ليكونوا أعضاء لجان تحكيم فى هذه البرامج. لنجد أن محصلة كل ذلك أن فنانى مصر يجلسون عاطلين عن العمل سواء فى الغناء الذى أصبح اللبنانيون فيه أكثرية بالعدد وحتى مقدمى البرامج لا يجد بعضهم وظيفة فى ظل الاستعانة بمذيعين لبنانيين وأيضاً تجاهل خريجى كليات الإعلام الذين يملكون من الموهبة والثقافة والشكل مايؤهلهم لأن يكونوا مذيعين ومذيعات، فلايجدون رجل أعمال مصرى يتبناهم ليكون نجوم فى الإعلام وحتى المسلسلات الشئ الذى مازال لمصر فيه الريادة تحاول بعض هذه القنوات أن تسحبه منها بعد أن تصدر اللبنانيون الغناء بعرض مسلسلات لبنانية لدعم الدراما البنانية على الرغم أنها لاتحقق نسب مشاهدة إلا أن هذه القنوات تصر على عرضها لتجد نفسك أمام شاشات مصرية بنقود مصرية بها برامج من الألف إلى الياء لبنانية ومسلسلات لبنانية يكون المصريون فيها ضيوف لتتساءل فى النهاية أين الريادة المصرية فى الإعلام التى يتحدثون عنها وإلى أين تتجه صناعة الإعلام فى مصر ولماذا لا يستثمر رجال أعمال مصر الذين يتحدثون ليل نهار فى قنواتهم عن عودة الريادة فى المنطقة فى صناعة الإعلام المصرى ليقوموا بتوفير فرص عمل للكثير من أجل عودة الإقتصاد المصرى باعتباره ركيز من ركائز الإقتصاد للبلاد. "سى بى سى" ... محمد الأمين "ستار أكاديمى" النسخة العربية الذي كانت تموله الفضائية اللبنانية بعدما أخذته قناة "سى بى سى" ويعرض على قناتها بنفس فريق العمل اللبنانى وبنفس أعضاء لجنة التحكيم، وكأن كل ما زاد هو الدعم والتمويل المصري للبرنامج في ظل الاستعانة بالمغنين اللبنانيين كنجوم سهرات البرايم ولا أحد ينسى ليلة البرايم التى أثارت ضجة كبيرة منذ أيام بعد ظهور اللبنانية هيفاء وهبى فيه شبه عارية فى البرنامج وقيام إدارة القناة بالاعتذار عن إطلالة هيفاء بهذه الصورة. الأمر الذى دفع مديرة أعمال الأخيرة لمهاجمة القناة معربة فيها أن القناة استفادت من شعبية هيفاء على حد قولها وأنها بعد ذلك تريد التبرأ منها وكذلك رد هيفاء على القناة بطريقة ساخرة بقولها "نفسى فيه وأقول أخيه" على الرغم أن البرنامج الذى ظهرت فيه ويموله رجل أعمال مصرى لم تظهر فيه هيفاء بدون مقابل فقد قامت القناة بالدفع لها مقابل الظهور فى القناة ليتضح أن بنقود المصريين يتم صناعة أمثال هيفاء ليقوموا بعد ذلك بالتعالى على إعلام من صنعوهم لتتحول مصر وإعلامها لألة تصنع فيها فنانى لبنان ليكونوا نجوم ويعذ لك يقومون ب"التنطيط عليها بعد ذلك" على طريقة هيفاء ثم نجد الفنانين المصريين عاطلين دون عمل على الرغم من الموهبة لمجرد أنهم يرفضون العرى . برنامج "إكس فاكتور"الذي كان يعرض على قناة "سى بى سى" والتي يمتلكها محمد الأمين، بالتعاون مع قناة أخرى، يكون البرنامج مصورا في لبنان ويتم الاستعانة بلبنانيين في لجنة التحكيم كإليسا ووائل كفورى وكارول سماحة والإماراتى حسين الجسمى، والملاحظ عدم وجود مطرب أو مطربة مصرية في لجنة التحكيم حتى النجوم الذين يأتون في حفلات البرنامج يكونون لبنانيين، وإن جاء مطرب مصري على استحياء في حلقة من الحلقات. مسلسل "الإخوة" اللبنانى يعرض على نفس القناة على الرغم من عدم نجاحه فى مصر إلا أن القناة تصر على عرضه وليس ذلك بل أعلنت القناة عن أن مسلسل"سيرة الحب" اللبنانى أيضاً سيعرض الأيام المقبلة بدءاً من 25 الشهر الجارى وقد سبقه مسلسل روبى الذى ربما يعد التجربة الوحيدة التى نجحت فى مصر. "النهار"... وليد مصطفى "يلا نرقص".. البرنامج الذي يعرض على قناة النهار بالتعاون مع قناة أخرى يتم تصويره في لبنان وبمذيعة لبنانية ولجنة تحكيم أغلبها من لبنان ومصرية وحيدة هي نيللى كريم بفريق عمل كامل لبنانى، وكذلك البرنامج اللبنانى"هيك منغنى" الذي يقدم على نفس القناة، وكان يعرض في السابق على فضائية لبنانية سابقة أخذته النهار ودعمته بنفس المذيعة المثيرة للجدل الذي تقدمه مايا دياب، على الرغم من ظهورها الدائم ب"الهوت شورت" على نفس القناة التى أعلنت منذ أيام عن برنامج مسابقات لبنانى سيقدمه مذيع ومذيعة لبنانية سيعرض قريباً عليها فضلاً عن المسلسلات اللبنانية ك مسلسل إتهام للبنانية ميريام فارس ومسلسل"كلام على ورق" للبنانية أيضاً هيفاء وهبى . "الحياة"... السيد البدوى تعد من الأوائل في دعم البرامج والمذيعات اللبنانيات، فقد استعانت برزان مغربى لتقديم برنامج "ديل أور نو ديل"، ثم استعانت بعدها بمايا دياب لتقديم نفس البرنامج على الرغم من ان فكرة البرنامج كانت لا تستدعى عدم وجود مذيعة غير مصرية وكذلك قامت القناة التي يمتلكها السيد البدوي بدعم برنامج "أنا والعسل"، ليتم تصويره في بيروت بالمذيع اللبنانى نيشان، لنلاحظ أن كل شيء في البرنامج لبنانى، بدءًا من أصغر عامل إلى المذيع وحتى الضيوف، يكون أغلبهم لبنانيين، ويكون المصريون متواجدين على استحياء بمعدل ضيف مصري كل 4حلقات، إلى برنامج "كلام فى سرك" الذى تقدمه الإعلامية رغدة شلهوب فضلاً عن المسلسلات اللبنانية التى تعرض على القناة ك"عشق النساء"و"سارة" وغيرها من المسلسلات التى قلما ما تحقق نسب مشاهدة من الجهور المصرى . "القاهرة والناس" ... طارق نور القناة التي يمتلكها طارق نور واستعان بمذيعين لبنانيين بكثرة في قناته، فنجد الإعلامي طونى خليفة يقدم برنامج "أجرأ الكلام"، فضلًا عن استعانته بلبنانيات في تقديم نشرة الأخبار وصولًا إلى الفوازير التي قام بتمويلها في رمضان قبل الماضى وقامت ببطولتها اللبنانية ميريام فارس بفريق عمل لبنانى يرأسه المخرج طونى قهوجى.