استنكر بيان وقعه 276 هيئة وشخصية إسلامية، تحت اسم "علماء الأمة"، سعي مصر إلى القبض على الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، بعد أن أدرجته الشرطة الدولية "الانتربول" على قائمة المطلوبين بناء على طلب من القضاء المصري الذي وصفه البيان ب"المسيس". وأصدر "الانتربول" في وقت سابق هذا الشهر مذكرة بإلقاء القبض على القرضاوي بتهم تتصل بالقتل والحرق والتخريب والسطو، وقال إن ذلك يأتي بناء على طلب من السلطات المصرية، حيث إن "القرضاوي مطلوب في قضايا تحت التحقيق وقضايا صدر فيها حكم غيابي". وتم نشر صور القرضاوي البالغ من العمر 88 عامًا، على مواقع "الانتربول" الدولي، ومن بين التهم التي وضعت في النشرة الحمراء بحقه "الاتفاق والتحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة". وجاء في البيان المنشور على الموقع الرسمي ل "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين": "فوجئنا نحن العلماء الموقعين أدناه، كما فوجئ المسلمون في العالم بوضع اسم سماحة الشيخ يوسف القرضاوي ضمن لائحة الانتربول للمطلوبين دوليًا، بطلب من سلطات الانقلاب الدموي في مصر، وبواسطة سلطة قضائية مسيسة فقدت كل مصداقية وكل قيمة لقراراتها وأحكامها". وأضاف البيان: "إننا - نحن العلماء – نرى أي استهداف أو مساس بمقام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أو بشخصه، هو مساس بنا جميعًا، وهو استهداف للمنهج الوسطي المعتدل الرشيد، ونعلن استهجاننا وإدانتنا لهذا التصرف اللامسؤول، ونعتبره إهانة للإسلام والمسلمين، وللعلم والعلماء". وتابع الموقعون على البيان "نرفض تمامًا توجيه تلك الاتهامات المغلوطة والمختلقة للعلامة القرضاوي، وندين توجيه التهم الزائفة للعلماء، أو لأي مؤسسة سلمية تنتهج الفكر الوسطي المعتدل، ونرى ذلك محاولة بئيسة لعزل العلماء وإضعافهم، ودعوة ضمنية للشباب لاتباع فكر العنف والتطرف، وترك شباب الأمة فريسة للأعداء والمضللين في الداخل والخارج ، في غياب علمائها الحقيقيين". وفيما وصف البيان القرضاوي ب "العالم الرباني، وإمام الوسطية الإسلامية، وواحد من أهم المجددين في هذا العصر"، أكد أن "الأمم المتحضرة الراقية هي التي تكرم العلماء، وتبوئهم المكانة الرفيعة اللائقة بهم في المجتمع، وترفع ذكرهم، وتنشر أعمالهم، وتحض الناشئة على حبهم واحترامهم والتأسي بهم، لا التي تجعلهم هدفاً لمثل هذه التهم الزائفة والإهانات المغرضة". وطالب البيان ب "سرعة رفع اسم سماحة الشيخ القرضاوي من تلك القوائم، التي كان يجب أن تضم أسماء المجرمين الحقيقيين المعروفين، ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم، ويمولون الباطل، والعالم يعرفهم جميعًا، والواقع يفضحهم، والتاريخ لن يرحمهم". وشدد على مواقف القرضاوي "الرافضة للعنف والتشدد والإرهاب ثابتة في كتبه وخطبه ودروسه ومقالاته وفتاواه وبياناته منذ عشرات السنين، إضافة إلى أن كتبه البالغة نحو (200) مائتي كتاب تمثل مراجع أساسية في المكتبة الإسلامية، وتدرس في مختلف الجامعات الإسلامية، وتترجم لشتى لغات العالم". يذكر أن الشيخ القرضاوي، هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو منظمة غير حكومية تأسست في عام 2004، وتضم في عضويتها عدد كبير من علماء المسلمين من مختلف دول العالم. ومن بين التهم التي وضعت في النشرة الحمراء بحق القرضاوي "الاتفاق والتحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة". وتعد قضية "هروب المساجين من سجن وادي النطرون"، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي و 130 متهمًا، من أبرز القضايا التي وضع اسم القرضاوي فيها من بين المتهمين. لكن القرضاوي نفى في تصريحات سابقة تلك الاتهامات، قائلاً: "لم أقتل.. ولم أحرض يوما على القتل، ليدرجني الإنتربول على قوائم المطلوبين". وأضاف: "ومن قتل آلاف البرآء في الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس (أماكن في محافظتي القاهرة والجيزة المصريتين شهدت مقتل المئات من معارضي السلطات الحالية) وغيرها معروف (...) ولا عزاء للعدالة أو القانون!!". شاهد الأسماء:
