لم يكن الاختبار الذي وضعته وزارة الأوقاف لقيادات "الدعوة السلفية"، وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، كشرط للسماح لهم بالخطابة بالمساجد، سوى محاولة لإيقاع السلفيين في فخ الإجابة على الأسئلة الشائكة التي تمحورت حول أمور خلافية مثل ربا البنوك والمرأة في الإسلام وكيفية تعامل المجتمع لها. وبدا أن الأسئلة مختارة بعناية في القضايا الجدلية، المعروف مواقف شيوخ السلفية منها مسبقًا، وهو ما أدى إلى رسوب عبد المنعم الشحات، القيادي بالدعوة، وامتناع برهامي عن الحضور لعدم الوقوع في الفخ، الذي أعدته الأوقاف لشيوخ "الدعوة السلفية". ووصف على نجم، القيادى بحزب "النور"، موقف وزارة الأوقاف من الدكتور ياسر برهامى وقيادات الدعوة السلفية بأنه "غريب للغاية"، مؤكدًا أن الدعوة وزراعها السياسية حزب "النور" "يعملان دائمًا من أجل الصالح العامة ولخدمة الوطن". واعتبر "تعنت الأوقاف ضد نائب رئيس الدعوة السلفية ومطالبته بالإخضاع إلى اختبارات للحصول على تصريح للخطابة حجة لإقصاء شيوخ الدعوة من الخطاب مثلما حدث مع الشيخ عبدالمنعم الشحات". وأضاف القيادى بحزب "النور": "الدعوة السلفية بذلت مجهودًا كبيرًا فى محاربة أفكار التكفير والعنف ولا يمكن لأحد إنكارها، وبرهامى وغيره من مشايخ الدعوة، لهم باع فى هذا الأمر". وتابع "حينما أراد برهامى أن يلتزم بالقانون ويتقدم لاختبار الكفاءة خرجت تصريحات إعلامية عدائية من قيادات الأوقاف ضده كأنهم فى خصومة معه، وليسوا مسئولين حكوميين، إضافة إلى أن الأسئلة فى الاختبارات السابقة كانت فى مسائل خلافية، كأنها استقصاء لمعرفة صاحب المنهج السلفى عن غيره". واعتبر صلاح عبدالمعبود عضو المجلس الرئاسى لحزب "النور"، أن "اللائحة التنفيذية التى اعتمدها وزير الأوقاف والخاصة باختبار الحاصلين على الشهادات الأزهرية- مخالفة للقانون، موضحًا أن "الأوقاف جهة تنفيذية إدارية، وليست جهة علمية، وأن معظم الذين يعتلون المنابر من السلفيين حاصلين على إجازات من الأزهر الشريف". وتساءل عبد المعبود: "لماذا الاختبار الشفوي، أو التحريري، و بناء على أى قانون، وما الفرق بين الأزهري، وغير الأزهري؟" مضيفًا: "القانون يُجيز صعود المنبر للأزهريين والاختبارات لغير الأزهريين، وأن قرار الوزارة مخالف لنص الدستور، كما أنها ليست جهة تشريعية، كى تسن قوانين". بدوره، وصف عز الدين الكومي، النائب البرلمانى السابق، هذا الأمر بالإهانة قائلاً: "برهامى سبق أن تقدم عدة مرات للاختبار فى الخطابة فى الإسكندرية، ثم قالوا له فى القاهرة وهكذا أذل الله برهامى على يد من دعمهم وفوَّضهم". وتابع: "الحمد لله الذى أرانا آية إذلالكم بأعيننا، ورحم الله الأيام لما استوقف الأمن برهامى فى المطار أيام مرسى وكان عائدًا من مهمة، وتقاضى دعم لحزب "النور"، ساعتها قامت الدنيا ولم تقعد وتم عرض الموضوع على مجلس الشورى للوقوف على حقيقة الموقف، فى حين أنه اليوم يهرول ليحلق القطار المتجه للقاهرة حتى لا يفوته الاختبار، ولم يتكلم بكلمة واحدة". يشار إلى أن العلاقة بين وزارة الأوقاف وحزب النور ساءت فى الآونة الأخيرة، بسبب عداء بعض القوى السياسية لحزب "النور"، ومحاولة تشويه الحزب قبيل الانتخابات البرلمانية بحسب آراء قادة الحزب. وكان برهامى تغيب عن أداء اختبار الأوقاف بمسجد النور بالعباسية أمس، وقال فى تصريحات إعلامية، إنه لن يخضع لاختبارات الأوقاف نتيجة التصريحات العدائية التى صدرت من بعض قيادات الوزارة، كما تغيب عدد من أعضاء الدعوة السلفية الذين كان من المقرر لهم حضور الاختبار الذى كان سيعقد ل37 متسابقًا حضر منهم 26 فقط.