مقدمة «المستخبي»: ضميري مرتاح.. والقبض على شبكة الشذوذ إنجاز للبرنامج شهدت الفترة الأخيرة ظهور ما يسمى ب "الإعلامي المخبر"، الذي لايجد حرجًا في العمل مع أجهزة الأمن؟، ما يثير الجدل والتساؤل حول هذا الأمر، بين فريقين أحدهما لا يرى ما يمنع من "التعاون" مع الأمن، إذا ما اكتشف الإعلامي ما يمثل تهديدًا للأمن القومي والمجتمعي، بما يفرض عليه القيام بالإبلاغ عنه؟، وبين فريق آخر يرى أن مهمة الإعلامي تقف عند حدود عرض الوقائع والحقائق مجردة، وعلى جهات التحقيق إذا ما رأت أنها تشكل خطرًا أن تباشر التحقيق فيها. هذه الإشكالية برزت بقوة في أعقاب واقعة القبض على الدكتور محمود شعبان أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، بعد ظهوره مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه "العاشر مساء" على فضائية "دريم"، إذ واجه الأخير انتقادات على نطاق واسع على قيامه ب "تسليم" ضيفه للأمن، بعد أن ألقى القبض عليه من أمام استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، وعبثًا حاول "غسل يديه" من تلك "الفضيحة"، إلا أنه لم يفلح في التطهر منها. وعاد الجدل ليتكرر في الأسبوع الماضي بعد موجة هجوم عنيف تعرضت لها منى عراقي، مقدمة برنامج "المستخبي"، الذي يعرض على قناة "القاهرة والناس"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مساهمتها في القبض على أفراد شبكة للشذوذ الجنسي الجماعي داخل حمام بخار للرجال، في شارع باب البحر في منطقة رمسيس في قلب القاهرة، يديره رجل يبلغ من العمر حوالي 60عامًا، قالت إنه تُقام داخله وصلات شذوذ جنسي جماعي، على مسمع ومرأى الحضور، حيث إن زواره هم ذكور من مختلف الأعمار والجنسيات. واستطاع برنامج "المستخبي" إجراء تحقيق مصور، يثبت وقائع الشذوذ الجنسي الجماعي، مع تسجيل اعترافات أصحاب هذا الحمام. وظهرت "عراقي" وهي تقوم بتصوير الشباب الذين تم القبض عليهم، بعد أن تقدمت ببلاغ للجهات الأمنية يكشف تفاصيل ما يحدث في الحمام، وتوجهت قوة من مباحث الآداب، وألقت القبض على من كانوا في الحمام يشاركون في حفلة جنس جماعي، كما قاموا بالقبض على مدير الحمام وكل العاملين فيه. وعرضت "عراقي"، مساء الأربعاء الماضي، فيديو يوضح ما دار داخل الحمام غير مبالية بالانتقادات التي واجهتها. وقالت في أول تصريح لها بعد حملة الهجوم العنيف ضدها، إن ضميرها الإنساني والمهني "مرتاح للغاية". وأبدت دهشتها من الهجوم العنيف والمسيء ضدها رغم أن برنامجها "المستخبي" لم يقتحم الحياة الخاصة لأي شخص، بل كشفت عن تجارة جنس كتلك التي تمارس في بيوت الدعارة التي تنشر الصحف تفاصيلها بالصور والفيديو كل يوم ولم يعترض أحد. واعتبرت المذيعة الهجوم ضدها تعبيرًا عن "شيزوفرينيا" حقيقية لأنها في الحلقات السابقة تناولت قضايا شديدة الخطورة وقدمت عبر الشاشة بلاغات ضد تجار الأعضاء البشرية والمخدرات والآثار ولم يتضامن معها أحد. ووصفت مساعدة رجال الأمن في القبض على 33 رجلًا بتهمة "ممارسة الفجور داخل حمام رجالي" بأنه "إنجاز جديد وكبير للبرنامج"، مضيفة: "المستخبي قدر يقفل وكر للجنس الجماعي بين الرجال، وتم القبض عليهم متلبسين، الله النجاح حلو وتحقيق الأهداف أحلى ووجود فريق بيشتغل مع بعض لهدف واحد نعمة كبيرة".