صعّد أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك ومعارضيه، مساء يوم الجمعة، من تحركاتهم استعدادا ل"البراءة" أو "الإعدام" عبر ساحات التواصل الاجتماعي والبيانات قبل ساعات من الحكم عليه في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير/ كانون 2011. ورغم انشغال المشهد المصري بأحداث، يوم الجمعة، عقب مظاهرات دعا لها إسلاميون بمصر، والتي سقط فيها قتلي ومصابون، لاحقت مبارك، الذي يقف، اليوم السبت، أمام محكمة جنايات القاهرة، دعوات من أنصاره لحشد يطالب ببراءته، ودعوات تظاهر من معارضيه تطالب بالإعدام له، وفق ما رصده مراسل وكالة الأناضول. ويواجه مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، تهم "قتل المتظاهرين" إبان ثورة 25 يناير/ كانون ثاني 2011، و"الفساد المالي"، و"التربح". والتهم الموجهة لمبارك تتراوح الأحكام المتوقعة لها بين البراءة والإعدام. وحثّت الصحفة الرسمية لحملة "آنا آسف ياريس" علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الجمعة، زوارها، الذين يتجاوزن المليون، ب"الدعاء للرئيس مبارك: اللهم انا نسألك النصر من عندك لرجل اسمه محمد حسنى مبارك، أفنى عمره فى خدمة هذا الوطن حرباً وسلاما". وتحت هاشتاغ "# آنا أسف ياريس" على "فيسبوك"، نقلت الحملة المؤيدة لمبارك كلمات مشهورة له خلال جلسات محاكمته، منها: "أثق فى عدالة المحكمة وحكمها وسأتقبله بنفس راضية، وأقول مخلصا إنه رغم ما تعرضت له من اتهام وإيذاء، لا أزال شديد الاعتزاز بخدمة بلادي وبني وطني من أيدني منهم ومن عارضني على حد سواء". وحرصت صفحة "محبي السيد الرئيس محمد حسني مبارك" على "فيسبوك"، التي يتجاوز زوارها 137 ألف زائر، على وضع صور رئاسية لمبارك خلال فترة حكمه، مضيفة في تدوينة لها: "نرجو أن مظاهرات الارهابيين الوهمية لا تنسيكم الدعاء بالبراءة لرئيسنا المفدى الزعيم حسني مبارك". وفي بيان صادر مساء الجمعة، دعت الصفحة "لمساندة مبارك أمام أكاديمية مبارك للأمن (يقصدون اكاديمية الشرطة، حيث مقر المحاكمة) في التجمع بالقاهرة الجديدة (شرقي القاهرة) الساعة 8 صباحاً (6: 00 ت.غ)". في الوقت ذاته، قال مصدر أمنى بإدارة المفرقعات بوزارة الداخلية، في تصريحات صحفية إن الإدارة تسلمت القاعة، التى سيحاكم فيها مبارك، لزيادة عملية التأمين، قبل ساعات من جلسة النطق بالحكم. وأضاف: "خطة تأمين المحاكمة لن تختلف عن سابقتها فى الجلسات الماضية، وسيتم نقل مبارك من المستشفى بطائرة إلى الجلسة، فى حين تتولى الأجهزة الأمنية إحضار حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وعلاء وجمال مبارك، بسيارة الترحيلات من محبسهم (بسجن طره جنوبي القاهرة). علي الجانب الآخر ، قالت "جبهة استقلال القضاء"، المؤيدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، إن حملتها "القصاص" برئاسة القاضي السابق عماد أبو هاشم، الذي تم فصله مؤخرا بقرار من السلطات المصرية، ما تزال قائمة تحت عنوان: "الإعدام أو الانتقام". ونشرت الجبهة، اليوم الجمعة، صورا للرئيس لمبارك يلف حبل رقبته في إشارة لدعوتهم للاعدام عما يسمونه "جرائم قتل المتظاهرين"، فيما ينفي محامي مبارك دائما التهم عنه. وفي بيان لها دعت الجبهة "كل القوى المساندة لاستقلال القضاء والعدالة للاحتشاد يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ودعم مطالب الشعب باعدام مبارك ومعاونيه في أولى محطات القصاص المفترضة والواجبة ، على أن يسجل المحامون والقضاة مواقفهم بالطرق المناسبة". وكان التحالف الوطني الداعم لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين في بيانيين منفصليين، دعيا لتظاهرات، غدا السبت، تزامنا مع الحكم علي مبارك، ورددوا هتافات اليوم في تظاهراتهم مناهضة لمبارك. ودعا التحالف في بيان مساء الجمعة: "جموع الشعب المصري إلي الاحتشاد في معركة استعادة الثورة، غدا السبت في كل شوارع مصر بالتزامن مع موعد النطق بالحكم على المخلوع مبارك". أيضا، قالت جماعة الإخوان في بيان مساء الجمعة: "موعدنا غداً في انتظار ما تسفر عنه محاكمة المخلوع، وعلى كل ثوار يناير أن يصطفوا ضد من يتآمرون لسرقة الثورة والقضاء عليها". جاء ذلك في وقت تشهد فيه البلاد تشديدات أمنية منذ عدة أيام وتصاعدت اليوم الجمعة على خلفية مظاهرات دعت إليها الجبهة السلفية، إحدى مكونات التحالف الداعم لمرسي، مطلع الشهر الجاري، وبحسب مراقبين، يرجح أن تستمر غدا السبت مع جلسة النطق بالحكم على مبارك. وخرجت مظاهرات، اليوم، عقب صلاة الجمعة في القاهرة وعدد من المحافظات، استجابة لدعوة أطلقها التحالف الداعم لمرسي، تحت عنوان "الله أكبر.. إيد واحدة"، ودعوة أخرى أطلقتها "الجبهة السلفية" تحت عنوان: "انتفاضة الشباب المسلم".