روسيا ستحاول التأقلم مع سعر النفط في السوق العالمية، بعد قرار "أوبك" بعدم تخفيض إنتاج أعضائها، وستقوم بتحديد سياستها المالية على هذا الأساس بحسب مسؤول مالي روسي. وقال رئيس ادارة التخطيط طويل الامد في وزارة المالية الروسية مكسيم اوريشكين، إن هذا القرار سيبقى على الفائض النفطي الموجود في سوق النفط العالمية ولن يساهم في إيجاد حل سريع لإنخفاض أسعار النفط . واتفق وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء الإثني عشر بمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اليوم الخميس على الابقاء على سقف الانتاج الحالي للمنظمة من دون تعديل عند 30 مليون برميل يوميا. وأضاف اوريشكين، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء "تاس" الروسية، أن روسيا عليها التأقلم مع سعر النفط في السوق العالمية، وأن تبلور سياستها المالية على هذا الاساس. وبحسب خبراء دوليين في النفط تعتبر روسيا وإيران من أكثر الدول تأثرا بتراجع أسعار النفط لاسيما وإنها تخضع لعقوبات فرضها الغرب ضدها فيما يعتقد الخبراء الاقتصاديون الروس أن تراجع اسعار النفط جزء من مؤامرة دولية تقودها واشنطن للضغط عليها على خلفية أزمة أوكرانيا . وأوضح المسؤول المالي الروسي، أن منظمة "أوبك" لم يكن لديها الجرأة الكافية لاتخاذ قرار بتخفيض حجم الإنتاج وبالتالي وقف تراجع النفط في الاسواق العالمية، مشيرا إلي أن ترواح أسعار النفط حول 80 دولار للبرميل في اعتقاده يبقى أمرا مقبولا بالنسبة لروسيا. وتراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى خلال أربع سنوات اليوم الخمس قبل اجتماع وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء الإثني عشر بمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر بأن بلاده لن تركع أمام الضغوط الغربية مهما كلف الامر فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بالعمل على إسقاط النظام السياسي في موسكو . وذكرت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية ان سعر العملة الروسية "الروبل" سجل تراجعا ملحوظا أمام العملات الصعبة في البورصة حيث بلغ سعر صرف الدولار 48 روبل وتجاوز سعر صرف اليورو 60 روبل مسجلا بذلك سقفا غير مسبوق. وأدى قرار " أوبك" بعد تخفيض سقف إنتاج اعضائها من النفط إلى انخفاض سعر برميل النفط خام برنت علي الفور في السوق العالمية في العقود الآجلة أكثر من 6 دولارات يوم الخميس إلى 71.25 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ يوليو/ تموز2010.