أغلقت مكاتب الاقتراع في محافظاتتونس أبوابها أمام الناخبين لتنتهي بذلك عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، فيما رجحت مصادر سياسية حسم المعركة في جولة ثانية بين المرشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي. وأعلن شفيق صرصار رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات عن النسبة العامة المشاركة في التصويت إلى حدود الساعة الرابعة والنصف، والتي بلغت 53.73% في الداخل و27 بالمائة بالخارج. وكانت جل المكاتب فتحت منذ الساعة الثامنة صباحا وأغلقت في السادسة مساء، وأغلق عدد من المكاتب بينما لا يزال عدد من الناخبين يواصلون عملية الاقتراع داخلها، كما يسمح القانون الانتخابي، وفقا لمراسلي وكالة "الأناضول". كما أغلق 57 مكتب اقتراع في كل من محافظات جندوبة والقصرين والكاف (غرب) في حدود الساعة الثالثة مساء، بعد أن اتخذت الهيئة العليا للانتخابات قرار الغلق منذ أيام لأسباب أمنية. وأفادت مصادر سياسية رفيعة المستوى لوكالة "الأناضول" أنه سيكون هناك دور ثان للانتخابات سيجمع بين المرشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي. وأوضحت المصادر أن "السبسي والمرزوقي متقدمان بفارق واضح عن باقي المرشحين غير أن أيًا منهما لن يحسم النتيجة من الدور الأول، أي لن يحصل على 51 في المائة من الأصوات. وفور إغلاق صناديق الاقتراع، بدأت عمليات فرز الأصوات في مختلف المدن التونسية، بينما جاء إعلان نسبة التصويت الجديدة 53.73 في المائة ليقلل من حدة المخاوف التي رافقت بداية عملية الانتخاب، والتي جعلت بعض المتابعين يتخوفون من تسجيل نسب متدنية أقلّ من خمسين في المائة. وقال مدير حملة مرشح الرئاسة عن "حزب نداء تونس"، محسن مرزوق، إن "هناك احتمالاً كبيرًا للذهاب إلى دور ثان للانتخابات"، موضحًا أن "الباجي قائد السبسي يتقدم بفارق هام على المرزوقي"، مؤكدًا "قبول حزبه لنتائج الانتخابات مهما كانت". وأضاف "نشكر كل الناخبين على تصويتهم مهما كانت نوعية تصويتهم وللشخصيات التي اختاروها"، مشيرًا إلى أنها "كانت انتخابات مقبولة". من جهتها، اتهمت الحملة الانتخابية للمرزوقي، أنصار السبسي بالتخطيط لمهاجمة الرئيس المنتهية ولايته خلال قدومه إلى أحد المراكز الانتخابية. وقالت الحملة في بيان "تعرض مكتب الاقتراع في المدرسة الابتدائية بالقنطاوي لعملية تهجّم من قبل أنصار "نداء تونس" عمدوا إلى منع عدد كبير من الناخبين من ممارسة حقهم الانتخابي". وأوضح البيان أن أنصار قائد السبسي "كانوا يستعدون لمهاجمة المرزوقي عند قدومه قصد التشويش على عملية الاقتراع"، ودان البيان "هذه التصرفات غير الديمقراطية"، وأهاب "بكل المرشحين وأنصارهم الالتزام بالروح الرياضية والتحلي بالسلمية حتى نعطي لديمقراطيتنا الناشئة صورة أفضل".