ركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على ما اعتبرته دلالات قرار مصر زيادة عمق المنطقة العازلة على الحدود مع قطاع غزة من 500 متر إلى كيلومتر. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 18 نوفمبر أن وسائل الإعلام المصرية بررت القرار باكتشاف أنفاق تهريب عبر الحدود أكثر عمقا من المتوقع. واختلفت الصحيفة مع التبرير السابق, مشيرة إلى أن زيادة عمق المنطقة العازلة يعكس بالأساس القلق المتزايد بنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خاصة بعدما أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس", التي تنشط في سيناء ولاءها لتنظيم الدولة "داعش". وتابعت "نيويورك تايمز" أن النظام الحالي في مصر بات يخشى بقوة ما سيحدث في سيناء خلال الفترة القادمة, واحتمال انتشار "الجماعات الجهادية", وزيادة هجماتها. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يرجح صحة ما سبق أن زيادة عمق المنطقة العازلة وصل إلى الأراضي الزراعية, حيث القليل من المنازل. وأبرزت "نيويورك تايمز" أيضا مأساة أهالي رفح بعد تدمير المئات من منازلهم لإقامة المنطقة العازلة, ما أسفر عن تشريد أكثر من ألف أسرة. ونقلت الصحيفة عن أحد سكان رفح قوله: "نواجه معاملة قاسية جدا, رفح انتهت كمدينة". وكانت وكالة أنباء الشرق ألأوسط المصرية الرسمية ذكرت في 16 نوفمبر أن مصر ستزيد عمق المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة من 500 متر إلى كيلومتر. وقالت الوكالة إن مصر قررت زيادة عمق المنطقة "من 500 متر إلى ألف متر كمرحلة ثانية وصولا إلى تحقيق الأمن القومى للبلاد. وأضافت الوكالة أن من أسباب توسعة نطاق المنطقة العازلة اكتشاف أنفاق تحت الأرض تمتد لمسافة تتراوح بين ثمانمائة وألف متر. وقررت السلطات المصرية إقامة المنطقة العازلة في رفح إثر الهجوم الذي قتل فيه 31 عسكريا في منطقة "كرم القواديس" شمالي سيناء في 24 أكتوبر الماضي. وتبنت الهجوم جماعة "أنصار بيت المقدس" التي أعلنت لاحقا مبايعتها تنظيم الدولة, وهدمت السلطات المصرية عشرات المنازل الواقعة في الشريط الحدودي بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، ويبلغ عدد المنازل التي ستهدم ضمن المنطقة العازلة تسعمائة منزل. وقد انتقد مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر مشروع المنطقة العازلة, وقال إنها ستحول حياة سكان القطاع إلى سجن كبير.