تجمعهن الضحكات والطموحات، وتفرقهن أساليب الحياة وبعض الصفات، ففي كل حي ومدرسة وجامعة تجد تلك الصحبة أو "الشلة" من البنات والسيدات اللاتي يشتركن بعمل واحد فهن يجتمعن للمذاكرة أو للتنزه أو في الزيارات العائلية. غالبًا ما تقود "الشلة" فتاة أو امرأة مميزة حاضرة الذهن تتحلى بالجرأة والثقة بالنفس، تبادر بطرح الأفكار ودعمها والحث عليها، وبينهن الحنونة التي تفكر في إسعاد زميلاتها والعمل على خدمة الجماعة، ومنهن الطموحة والذكية التي تكد لإثبات نجاحها وحضورها، ومنهن التابعة لمن حولها. ولكن على هامش "الشلة" هناك أنواع أخرى من الصداقات تجمع البنات، بعضها تكون محرجة وتسبب مشكلات اجتماعية لمن حولها منها: 1 الصديقة التي تبدو فجأة طارقة بابك من دون موعد مسبق، وهذا النوع تحدثت عنه دراسة برازيلية صادرة عن رابطة الصداقة المشتركة بين شعوب أمريكا اللاتينية في مدينة ساو باولو البرازيلية فقالت الدراسة: "إنه بعد الساعة العاشرة ليلاً وبينما أنت جالسة في بيتك مع أهلك أو تحضرين للنوم يرن جرس الباب فجأة دون أن تعلمين من الطارق. تفتحين الباب فإذا بصديقتك أمام الباب لزيارتك في هذا الوقت المتأخر من الليل، فماذا ستفعلين؟". الجواب، كما أوردته الدراسة هو أنك غير مجبرة على استقبالها في زيارة غير متوقعة ولكنك إذا رفضتي استقبالها فقد تجرحين مشاعرها. وحرصًا على الصداقة بإمكانك دعوتها للدخول والجلوس في غرفة خاصة في المنزل لمدة قصيرة لتسأليها عن سبب الزيارة. وإذا لم يكن هناك أمر مهم باستطاعتك أن تشرحي لها بطريقة دبلوماسية بأن أهلك ينتظرونك ويستعدون للنوم أو أن والدك يشاهد برنامجًا تلفزيونيًا ومن عادته أنه لا يحب أي ضجة أو أحاديث جانبية أثناء المشاهدة. أما إذا كانت الصديقة قد جاءت لأمر مهم من دون سابق إنذار فبإمكانك أن تقترحي عليها الالتقاء في اليوم التالي لبحث الأمر بالتفصيل. 2 الصديقة التي تنطق ألفاظًا غير لائقة بشكل متكرر وأنت لا تحبين مثل هذه الألفاظ ولكن صديقتك تلفظها أمامك وأمام الآخرين لأنها معتادة على ذلك، فكيف تنصحيها بترك هذه العادة؟ طبعًا من غير الممكن تغيير طباع الناس بسهولة، ولكن النصيحة مفيدة دائما خاصة إذا شعر الآخر بأنها في مصلحته أو مصلحتها. فكيف تتعاملين مع صديقة مقربة تحبينها ولكنها تلفظ بين الحين والآخر كلمات وألفاظ غير لائقة؟ في مثل هذه الحالة يمكنك أن تمرري بعض هذه الألفاظ بالتظاهر بأنك لم تسمعيها، ولكن عندما تزيد الأمور عن حدودها وتصبح مثل هذه الألفاظ جزءًا رئيسيًا من شخصية صديقتك يمكنك دعوتها لحديث منفرد وخاص بينكما لتشرحي لها بأنك لا ترتاحين لبعض الكلمات والألفاظ التي تنطق بها. وبإمكانك أن تلفتي انتباهها بأن مثل هذه الألفاظ غير مقبولة اجتماعيًا وهي تضر بسمعتها أمام الآخرين، وبما أنك صديقتها المقربة فانك تريدين دائمًا الخير لها ولا تسمحي للآخرين بالحديث عنها بالسوء أو تعكير صورتها في مخيلة الناس. 3 الصديقة التي تحب الحديث معك عن علاقتها مع زوجها: فهناك بعض الصديقات اللاتي تحب الحديث عن العلاقات الحميمة مع الزوج ربما إلى درجة مزعجة لا تحبينها. فكيف تنصحين مثل هذه الصديقة بالتوقف عن هذه العادة؟ بإمكانك أن تردي بطريقة مازحة بأنك تشعرين بالخجل عند الحديث عن العلاقات الحميمة وتحاولي تغيير الموضوع من دون إشعارها بأنك تكرهين هذه العادة فيها لكي لا تفقدي صداقتها. 4 الصديقة التي تضحك بصوت عالٍ دائما أمامك وأمام الآخرين: من الصعب تغيير عادة الضحك بصوت عالٍ لدى البعض لأن العادة تكرست في شخصيتهم. فماذا تفعلين إذا كانت صديقتك تحرجك عندما تضحك بصوت عالٍ بوجودك وأمام الآخرين؟ الرد على ذلك هو تفادي إطلاق النكات والمزاح الكثير مع مثل هذه الصديقة ومحاولة التركيز بقدر الإمكان على الأحاديث الجادة معها. ولكن إذا حولت تلك الصديقة الأمور الجادة إلى مهازل فبإمكانك أن تنبهيها بأن من يسمعها تبدو عليه بوادر الانزعاج من ضحكها بصوت عال دون إشعارها بأنك أنت التي تنزعجين من ذلك حرصًا على تفادي الانتقاد المباشر الذي قد يؤثر على صداقتك معها. 5 الصديقة التي تثرثر عن حياة الآخرين: هذا النوع من الصديقات، الأكثر شيوعًا بين البنات والنساء بحيث إن هناك من تنسى حياتها ونفسها وتنخرط في الحديث عن الآخرين وانتقاد الجميع. فماذا تفعلين لتوجيه نصيحة لصديقتك التي لا تمل من الحديث عن الآخرين؟ أضافت الدراسة بأن النصيحة المفيدة في التعامل مع صديقة من هذا النوع هو أن تحاولي دائما تغيير الحديث عندما تشعرين بأن صديقتك قد دخلت في دائرة انتقاد الآخرين والحديث عنهم بالسوء. ومفيد أيضًا أن تحاولي تبرير تصرفات الآخرين الذين تنتقدهم صديقتك بالقول أن لكل إنسان طبعه وطريقته في التصرف في الحياة وهذه حرية شخصية لا يحق لنا التدخل فيها، كما يمكنك أن تثيري في صديقتك روح التحدي في إيجاد الحلول لمشاكل الآخرين بدل الحديث عنهم بالسوء وإفهامها بأن ما هو مقبول لدى البعض غير مقبول عند البعض الآخر. وفي النهاية يجب أن تتذكري قبل أن تندمجي في أي صداقة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه الترمذي وقال حديث حسن والحاكم وصحّحه. فكل صديقة تتفاعل معك تتأثر بكي وتتأثرين بها، وعليك أن تتأملي فيمن حولك وتحددي موقفهن منك هل هن صديقات مقربات تلازميهن أم هن مجرد معارف يكون التعامل بينك وبينهن عابرًا وفي أضيق الحدود، وأن توازني بين فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين أهمية الاحتماء بالصحبة الصالحة التي تعينك على الحياة في طاعة الله.