أعلن مسؤول مصري، اليوم الثلاثاء، نجاح فريق ترميم وطني في ترميم 80% من آثار المتحف الإسلامي، بوسط القاهرة. وكانت وزارة الثقافة قد بدأت أمس الاثنين احتفالية دشنها بيت السناري للثقافة والفنون (مركز ثقافي حكومي) بهذه المناسبة والمقرر لها أن تستمر حتى يوم الخميس القادم احتفاء بتلك المناسبة. وتتضمن الاحتفالية إقامة معرض صور فوتوغرافية عن أبرز القطع الأثرية التي تم إنقاذها، مذيلة بنبذة تاريخية عن كل قطعة، فضلا عن صور توثيقية لما كانت عليه هذه القطع قبل وبعد عمليات الترميم، بالإضافة إلى تكريم وزير الآثار ممدوح الدماطي لفريق الترميم بالكامل. وقال عبد الرحيم حنفي، مفتش آثار (مسؤول) بمتحف الفن الإسلامي إن "الاحتفالية أقيمت بمناسبة إنجاز المهمة الأكبر وهي ترميم 80% من مقتنيات المتحف الأثرية، ولم يتبق سوى القطع الأثرية الزجاجية والتي يتطلب ترميمها دقة وفترة زمنية ليست بالقصيرة". ومضى قائلا، في تصريحات للأناضول، "كانت هناك 200 قطعة أثرية معروضة في المتحف وقت الانفجار الذي أسفر عن تهشيم 174 قطعة نجحنا في ترميمها بالكامل وإعادتها لما كانت عليه، عدا 14 مشكاة زجاجية تعود للعصر المملوكي وتعد من أندر المشكاوات الأثرية في العالم تم تهشيمها بالكامل ولن يجدي معها الترميم مهما بلغت دقته وجودته". وكانت عدة دول قد تعهدت بالمساهمة في ترميم المتحف، وهي: الإمارات، وسويسرا، وألمانيا، وإيطاليا، وأخيرا مركز البحوث الأمريكية. بدوره، لفت أحمد الشوكي، مدير عام المتحف، إلى أن "جدران متحف الفن الإسلامي شهدت أكبر عملية إنقاذ وترميم لتحف أثرية إسلامية شهدها العالم في التاريخ الحديث"، مؤكدا "نجاح عمليات الترميم بدرجة تجعله متفائلا بعودة المتحف لأفضل مما كان عليه قبيل التفجير". وفي تصريحات للأناضول، أوضح ممدوح عودة، مدير عام إدارة البعثات الأجنبية بوزارة الآثار ورئيس الفريق المصري لإنقاذ التراث، أن "الفريق الذى قام بإنقاذ آثار متحف الفن الإسلامي قوامه 30 أخصائي ترميم، وتم تكوينه من فريق الترميم بالمتحف المصري لإنقاذ التراث". ونفى المسئول بوزارة الآثار كل الإشاعات التي تنامت مؤخرا عن مشاركة عناصر أجنبية في ترميم الآثار التي تم إنقاذها، مؤكدا أن "هذا الإنجاز التاريخي تم بأيد مصرية خالصة". لكنه لفت إلى أنه "من المنتظر أن يشارك فريق أمريكي من متحف "المتروبوليتان " في ترميم ما تبقى من آثار زجاجية مهشمة، وذلك لأن لديهم أجهزة متطورة في مجال ترميم الآثار الزجاجية وهي الأصعب في الترميم، فضلا عن أن لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال". وروى عودة كيف أن عمليات إنقاذ مقتنيات المتحف تمت بعد دقائق معدودات من وقوع تفجير يوم 24 يناير/كانون ثاني الماضي؛ وبدأت بحصر كل القطع الأثرية المتضررة و تغليفها و تعبئتها و تخزينها بشكل سليم في مخزن الطوارئ التابع للمتحف . ثم بدأت عملية نقل القطع الأثرية المهشمة إلى معمل الترميم ؛ و كانت الأولوية لقطع أثرية عبارة عن نسيج و سجاد يعود نسبها للعصرين الأموي و العباسي و ذلك لأنها مكونة من مواد عضوية و تركها دون ترميم لفترة طويلة قد يعرضها لتلف أكبر ؛ وفقا للمصدر ذاته . وتوقع الخبير الأثري أن يفتح المتحف أبوابه لزائريه بعد عام من الآن. واختتم تصريحاته بالحديث عن أشهر القطع الأثرية التي تم إنقاذها وهي "إبريق مروان" المصنوع من البرونز في العصر الأموي والذي تعرض لتهشم شبه كامل إثر الانفجار، وتمكن فريق الترميم من إعادته للهيئة التي كان عليها، فضلا عن عشرات العملات المعدنية الأثرية والمشكاوات التي يعود نسبها لكل العصور الإسلامية التي تعاقبت على مصر. ووقع، في ساعة مبكرة من صباح يوم 24 يناير/ كانون ثان الماضي، تفجير استهدف محيط مبنى مديرية أمن القاهرة؛ أسفر عن 4 قتلى و76 مصابا، بحسب وزارة الصحة المصرية، فضلا عن إلحاق أضرار مادية بمتحف الفن الإسلامي ومحال ومبان قريبة من المكان.