جريمة "القواديس" الإرهابية وحدت طوائف الشعب المصرى ومؤسساته ضد الميليشيات - مصر تخوض حربًا غير تقليدية ولا يجوز التوقف عند الأبعاد الاجتماعية - تخطيط العملية الإرهابية تخطيط شيطانى أكبر من فكر الجماعات المسلحة بسيناء - توجد مؤامرات دولية تحاك ضد الجيش المصرى ليفقد الشعب الثقة فيه ويسقط كآخر قلاع للشرق الأوسط - المؤامرات الدولية ضد الجيش لن تنجح لإسقاطه لأنه لا ينتمى لرئيس أو لحزب وانتماؤه الكامل للشعب - الإرهابيون يقومون بالفعل والجيش يكتفى بدور رد الفعل وعلى الجيش أن يتخذ دور الفاعل - الإرهابيون يتخذون من السيدات والأطفال دروعًا بشرية لذا يجب إخلاء المنطقة من أهالى سيناء - إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى ووقف المفاوضات الإسرائيلية الحمساوية رسالة لحماس بأننا نعلم ما يفعلونه - التسليح الثقيل للمنطقة "ج" تعديل غير رسمى مؤقت لاتفاقية السلام للقضاء على الإرهاب - بعض الغزاوية يؤجرون الأنفاق التى يملكونها فى غزة للإرهابيين ويعيشون فى مصر بسلام - قوات الصاعقة هى الشبح التى يمكنها مواجهة حرب العصابات
أكد لواء أركان حرب طيار نصر موسى، أن جريمة "القواديس" الإرهابية وحدت طوائف الشعب المصرى ومؤسساته ضد الميليشيات، وأن مصر تخوض حربًا غير تقليدية ولا يجوز التوقف عند الأبعاد الاجتماعية، مبينًا أن تخطيط العملية الإرهابية تخطيط شيطانى أكبر من فكر الجماعات المسلحة بسيناء، وأنه توجد مؤامرات دولية تحاك ضد الجيش المصرى ليفقد الشعب الثقة فيه ويسقط كآخر قلاع للشرق الأوسط. وشدد موسى فى حواره مع "المصريون" على أن الإرهابيين يقومون بالفعل وأن الجيش يكتفى بدور رد الفعل وعلى الجيش أن يتخذ دور الفاعل، وأن الإرهابيين يتخذون من السيدات والأطفال دروعًا بشرية لذا يجب إخلاء المنطقة من أهالى سيناء، موضحًا أن الجيش أخطأ بمواجهة الإرهاب بأسلوب الجيوش النظامية، وأن قوات الصاعقة هى الشبح التى يمكنها مواجهة حرب العصابات.
وإلى نص الحوار..
** فى البداية.. كيف ترى الأوضاع الأمنية فى سيناء بعد الهجوم الذى استهدف كمين كرم القواديس؟ الأوضاع الأمنية أصبحت أفضل من السابق، فهذا الهجوم أوجد عزيمة حقيقية للمصريين للانتقام من الإرهاب الغاشم الذى قتل أبناءنا، فالأمر فى البداية كان يوجد به شيء من التسيب، ولكن استشهاد الجنود جعل المصريين يجتمعون للقضاء على الإرهابيين، وموضوع سيناء كان يسير بخطى بطيئة لأن ما يحدث فى رفح وما يحدث فى الأنفاق لم يكن بجدية كاملة. ** الخبراء العسكريون يؤكدون أن أسلوب العملية الإرهابية توحى أن الفاعلين متخصصون ومدربون إلى أبعد حد فبصفتك خبيرًا كيف تراه فنيًا؟ الأسلوب بالفعل يؤكد أنهم مجموعات متخصصة ومدربة على نوع معين من الإرهاب، فهم يقومون بضرب قنبلة حتى تتجمع الناس لإنقاذ الجرحى، وعندما يزداد العدد يضربون بسلاح "آر بى جي"، هذا هو نفس السيناريو الذى حدث فى الفرافرة، والهدف منه أن يزداد عدد الضحايا كما رأينا، وهذا ليس تفكير مجموعات عادية، بل يوجد عقل يفكر وهم مجرد منفذين، لأن التخطيط كان على أعلى مستوى. ** هل هذا ما كان يقصده الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن الأمر حدث بتدبير خارجى كان يعنى ذلك؟ بالتأكيد.. فهذا النوع من التخطيط كما ذكرت ليس فكرة محلية، وإنما فكرة مستوردة من الخارج، والتمويل أيضا خارجي، إلا أن التنفيذ محلى من خلال المجموعات المسلحة فى سيناء، فلا الإخوان ولا الإرهابيون فى سيناء ولا حركة حماس ولا حزب الله ولا أجناد القدس ولا سرايا القدس يمكنهم التفكير بهذا الأسلوب، فهذا جزء من تفكير شيطانى الذى يجعلهم يفكرون بهذا الأسلوب الذى لم يحدث سوى فى الفرافرة. ** هل يمكن أن تكون هذه الفكرة إسرائيلية أو أمريكية؟ لا أستبعد أن تكون الفكرة والتمويل إسرائيلي، وأيضًا لا أستبعد أن يكون الفكر أمريكي، فأمريكا يهمها أن تكون مصر غير مستقرة، فالمصريون هم الذين أوقفوا المخطط الأمريكى للشرق الأوسط الجديد، فالإسلام السياسى استطاع أن يمتد فى كل منطقة رسموها، ولكنه توقف فى مصر وقضى عليه، فأمريكا كانت تهدف لصنع ما يسمى باللوبى الشيعى فى إيران، ويوجد دليل تاريخى يؤكد هذا الهدف، فأمريكا كانت ترغب فى ضرب إيران، ثم انتهجوا لأسلوب دفع السنة لضرب الشيعة، ومن هنا كانت أول حادثة لقتل الشيعة بأسوان والتمثيل بجثثهم، وهذا يدل على أن هدف أمريكا من مد الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط أن يطوق المسلمون السنيون الشيعة ويقضون عليهم تمامًا، وعندما أوقف المصريون هذا المد فى مصر تصالحت أمريكا مع إيران، وتفاوضوا معهم فى البرنامج النووى بعد تهديداتهم لهم بالضرب خلال أسبوعين. ** يمكن أن نقول إنها مؤامرة دولية على الجيش المصرى خاصة أنه آخر جيش فى المنطقة العربية؟ هذا واضح.. فالشرق الأوسط لم يكن يملك سوى الجيش المصرى والسورى والعراقي، ولم يتبقى سوى الجيش المصري، آخر قلاع الشرق الأوسط، لذلك يقومون بهذه العمليات كمحاولة لإسقاط الجيش أو لتقليل ثقة الشعب فى الجيش والرئيس، وهذا لن يحدث لسبب بسيط هو أننا متماسكون، ولأن الجيش لا يتجه اتجاهات سياسية، ولا يحمى رئيس دولة بل يحمى الشعب، وهذا ظهر جليًا عندما ثار الشعب على حسنى مبارك ومحمد مرسي، وهذا لأن 99% من العائلات يخرج منها شاب يخدم فى الجيش، وبالتالى انتماء الجيش للشعب انتماء كامل، وليس تابعًا لرئيس أو لحزب أو لسياسة. ** وما المطلوب من القوات المسلحة لمواجهة هذه الحالة الأمنية؟ أن تضع خطة قوية بحيث تدمر الإرهاب جملة وليس على مراحل، أيضًا لا تستمر على أخذ دور القائم برد الفعل، فالإرهابيون يصنعون الحدث ثم تبدأ القوات المسلحة بالقيام بعملية لتأخذ بالثأر، فيجب أن يبدأ الجيش بالمواجهة وعلى الإرهابيين القيام برد الفعل وقتها سيكون رد الفعل ضعيفًا، كما يجب ترحيل أهالى رفح للجنوب قليلا مؤقتًا ثم تقوم بالتدمير بالكامل، فالقوات المسلحة قادرة على ذلك فى أسبوع ولكن لا يجب الخلط بين المدنيين والإرهابيين، خاصة أن المساكن بها أنفاق وهم يستعملون السيدات والأطفال كدروع بشرية، إذًا يجب إخلاء المدنيين ونقلهم خمسة كيلومترات للخلف تجاه العريش. ** ولماذا لا نقوم بتهجير أهالى سيناء حتى تقضى القوات المسلحة على معاقل الإرهاب فى سيناء؟ لقد صرحت بضرورة التهجير ولكنهم يقولون إنها كلمة كبيرة، رغم أننا فى ظرف يجب معه قبول الحلول الكبيرة، ولا تصلح المراهم التى تقدم، فلابد من القيام بعمل كبير، بحيث نهجر الأهالى ثم نمسح المنطقة. ** هل تعتقد أن غلق معبر رفح لأجل غير مسمى رسالة من القوات المسلحة لحركة حماس؟ بالتأكيد.. فهى رسالة من القيادة المصرية تؤكد أننا غير راضين عن ما يفعلونه، وأنه لن يهمنا الأمور العاطفية والحالات الإنسانية من مصابين ورغبة فى دخول المستشفيات، وأن كل ما يهمنا الآن هو دفع الخطر القادم من الأنفاق. ** وهل حرس الحدود الموجودون بسيناء قادرون بأسلحتهم الخفيفة مواجهة الإرهابيين بأسلحتهم الثقيلة؟ يوجد فى المنطقة "ج" 750 جندى حرس حدود وشرطى بتسليح خفيف جدًا، وهذا متبع منذ اتفاقية السلام، ولكن بعد ظاهرة الإرهاب زادت الأعداد ودخلت قوات مسلحة تسليحًا قويًا للقضاء على البؤر الإرهابية، فطائرات الأباتشى تضرب الآن على الحدود فى رفح، كما يشترك سلاح المدرعات فى ذلك، وكأنه يوجد تعديل غير رسمى مؤقت لاتفاقية السلام، فلا يمكن أن يواجه حرس الحدود والأمن المركزي. **البعض يتهم أهل سيناء بالخيانة والعمالة ومساعدة الإرهابيين؟ لا يمكن أن نتهم أهالى سيناء الذين كان لهم دور كبير فى حرب أكتوبر بالخيانة، ولكن كما يوجد بين المصريين إخوان وجماعات مسلحة تخون وطنيتهم، يوجد أيضا ما بين أهالى سينا الشاذ الذى يساعد الإرهابيين، فكل العائلات يمكن أن تضم الجيد والسيئ، وبدو سيناء أيضا منهم الوطنيون ومنهم الخونة ولكن لا يمكن تعميم الأمر، فالبيت القريب من رفح ويوجد به أحد الأنفاق هل هذا بيت يضم أفرادًا صالحين؟ ولقد استمعت أن أحد الفلسطينيين الذين يملك نفقًا فى غزة يؤجره، ورغم ذلك يعيش فى مصر فى سلام بعيدًا عن المشاكل. ** ولكن كيف تركنا سيناء هكذا حتى وقعت فريسة فى يد التيارات الجهادية؟ لأن مبارك كان يريد أن يعيش فى سلام، فترك الموقف مائعًا فى سيناء، حتى أن الأنفاق صنعت فى فترة حكمه، ولم يتخذ أى موقف لأنه كان عليه ضغوط من جهات خارجية ليتجاهله، وفى عهد مرسى ازداد الأمر لدرجة أنه أعطى للجيش أمرًا بالعودة من مهمات خاصة فى سيناء، عندما استغاثت به حماس، وهذا ما جعل الجيش يأخذ موقفًا من محمد مرسي. ** ألا تعتقد أن عدم تنمية سيناء جعلها مرتعًا للإرهابيين؟ بالتأكيد.. طوال الوقت نستمع لمشاريع لتنمية سيناء، ولكن هذه المشاريع لا تخرج عن كونها كلام، حتى بعد الثورة، ولا نفعل سوى الاستماع لبعض الأغانى الوطنية عن سيناء يوم 25 أكتوبر وانتهى الأمر، ولم نر تنمية فعلية حتى وقتنا هذا. ** ألا ترى أن الجيش كقوة نظامية لا يحارب قوة نظامية أخرى؟ المواجهة مع الجيوش النظامية أسهل من مواجهة شبح، والجيش المصرى يحارب الإرهاب بأسلوب محاربة الجيوش النظامية، وهذا خطأ، فمن المفترض أن نغير من التكنيك حتى نخوض حرب عصابات، ولقد بدأت الصاعقة تتدخل، وهذا كان يجب أن يحدث منذ البداية، فمن الخطأ أن نرسل الدبابات والقوات وسط شبح، ولكن يجب أن نصنع للشبح شبحًا آخر، فهى حرب غير تقليدية، والصاعقة هى الشبح الذى سيواجه الشبح، فهى ليست قوات صاعقة تقليدية وإنما فكرة جديدة لقوات صاعقة مدربة لمواجهة الإرهاب، ولقد بدأ تدريبهم منذ سنة وسيأتى منهم نتيجة مختلفة. ** الجيش حاليًا أصبح مسئولًا عن سيناء وتأمين منشآت الدولة وأخيرًا تأمين الجامعات وتأمين مظاهرات الإخوان هل يؤثر هذا على الحدود خاصة أن كل الحدود الآن ملتهبة؟ على العكس تماما يجب سد كل الحلقات فى وقت واحد، ونحن قادرون على ذلك، وإذا لم نكن قادرين سننفذ إجراءات استثنائية تمكن الجيش ليكون قادرًا على العمل، وفى ليبيا وحلايب وشلاتين وعلى حدود غزة وعلى قناة السويس يعمل الجيش جيدًا، فأعداده كافية. ** تعديل القانون القضاء العسكرى ليضم قضايا الإرهاب هل ترى أن الأمر يستحق؟ بالتأكيد.. فالقضاء المدنى قضاء محمل بقضايا كثيرة، وبالتالى العدالة غير ناجزة، إنما القضاء العسكرى غير محمل، وعندما يخرج قانون رئاسى يؤكد أن أى اعتداء على المنشآت العامة أو الخاصة بالدولة والجيش والشرطة والجامعات يحول لمحكمة عسكرية، فهذا جيد لأن القضاء العسكرى ناجز وسريع، ويمكنه الانتهاء من القضية فى شهرين، ولن يحتاج الحكم سنة وسنتين كما يحدث مع القضاء المدني.