أسعار الدولار اليوم السبت 18 مايو 2024.. 46.97 جنيه بالبنك المركزي    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم السبت 18مايو 2024.. البطاطس ب11 جنيهًا    225 يوما من العدوان.. طائرات الاحتلال الإسرائيلي تركز قصفها على رفح    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    البيت الأبيض: أطباء أميركيون يغادرون قطاع غزة    موناكو وجالاتا سراي يتنافسان على التعاقد مع محمد عبد المنعم    مؤتمر صحفي ل جوميز وعمر جابر للحديث عن نهائي الكونفدرالية    مواعيد مباريات اليوم السبت 18 مايو 2024 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد الترجي    بعد قليل، أولى جلسات محاكمة الفنانة انتصار بتهمة الشهادة الزور    شاومينج يزعم تداول أسئلة امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بالجيزة    حنان شوقى: الزعيم عادل إمام قيمة وقامة كبيرة جدا.. ورهانه عليا نجح فى فيلم الإرهابي    «الأرصاد»: طقس السبت شديد الحرارة نهارا.. والعظمى بالقاهرة 39 درجة    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى 120 إلى 130 طائرة إف-16 لتحقيق التكافؤ الجوي مع روسيا    إرشادات وزارة الصحة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم    حظك اليوم وتوقعات برجك 18 مايو 2024.. مفاجآة ل الدلو وتحذير لهذا البرج    محمد سامي ومي عمر يخطفان الأنظار في حفل زفاف شقيقته (صور)    تشكيل الترجي المتوقع لمواجه الأهلي ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    أوما ثورمان وريتشارد جير على السجادة الحمراء في مهرجان كان (صور)    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 18 مايو    ناقد رياضي: الترجي سيفوز على الأهلي والزمالك سيتوج بالكونفدرالية    موعد مباراة الأهلي والترجي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    عاجل - تذبذب جديد في أسعار الذهب اليوم.. عيار 14 يسجل 2100 جنيه    عادل إمام.. تاريخ من التوترات في علاقته بصاحبة الجلالة    ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    مفاجأة في عدد أيام عطلة عيد الأضحى المبارك لعام 2024    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"السيسى ":هذا ما أود قوله لأعضاء الإخوان والحزب الوطنى المنحل
نشر في المصريون يوم 27 - 10 - 2014

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على وعى الشعوب العربية، وفى مقدمتها شعب مصر تجاه ما يحاك ضدهم ويراد بأوطانهم، منوها بأنهم لن يدخروا جهدا أو تضحية من أجل صيانتها.
وشدد الرئيس السيسى - خلال الحوار الذى أجراه مع رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية ونشرته اليوم - على الوقفة التاريخية للعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز لدعم إرادة المصريين، وقال "إن مصر.. وكل المصريين.. لن ينسوا هذه الوقفة الصادقة والأمينة والفورية للملك عبد الله إلى جانبنا فى لحظة تاريخية حاسمة "، مضيفا أن مصر اليوم أقوى من أى وقت مضى.. فلا تخافوا على مصر المؤمنة بالله.. ثم بشعبها.. وكذلك بشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة حكيم العرب". وشدد الرئيس السيسى على العلاقة القوية والفريدة بين الشعب المصرى والجيش، مشيرا إلى أن دور الجيش المصرى لا يقتصر فقط على زمن الحرب، وإنما يمتد فى أوقات السلم، ودعا أبناء مصر إلى العمل والتفانى والإخلاص، مؤكدا أنه السبيل الوحيدة لتحقيق آماله وطموحاته، منوها بوعى الشعب وحسن تقديره للأمور، مشيدا بالتفافه حول الأهداف والمشروعات القومية".
وأكد أن مصر آمنة مطمئنة، وأنها ستظل بعناية من الله آمنة، داعيا المستثمرين للاستثمار فيها، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد إصدار حزمة تشريعات استثمارية ستجعلها من أكثر دول العالم جذبا للاستثمار فى شتى المجالات التجارية والصناعية والزراعية.
وشدد الرئيس السيسى على ثقته فى خيارات الشعب المصرى ونجاحاته الملموسة فى إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية، وأنه سيكمل طريقه عبر إجراء الانتخابات البرلمانية لتكتمل بذلك المنظومة المؤسسية للدولة المصرية بانتخاب البرلمان المقبل. وأكد الرئيس السيسى مساندة مصر الدائمة لاستقرار ليبيا، مشيرا إلى أن الملف الليبى هو أحد أبرز البؤر الملتهبة على حدود مصر، وتؤثر حالة عدم الاستقرار فى ليبيا على الأمن القومى المصرى.
وردا على سؤال أنه بعد أربعة أشهر من تسلم السلطة.. ماذا تريد أن تقول لأبناء مصر.. وبماذا تعدهم؟! وقال الرئيس السيسى "أقول لأبناء مصر إن الآمال كبيرة والطموحات لا تنتهى.. والعمل والتفانى والإخلاص هى السبل الوحيدة لتحقيق هذه الآمال والطموحات، ونحن فى سباق مع الزمن.. نحاول أن ننجز بمعونة من الله ما تحتاجه بلادنا على كافة الأصعدة، وذلك بجهد وسواعد أبناء الشعب المصرى وبمعاونة أشقائنا الأوفياء، وفى القلب منهم المملكة العربية السعودية، كما أننى أود أن أشكر الشعب المصرى العظيم على وعيه وحسن تقديره للأمور، وتقبله لعدد من القرارات الصعبة.. ولكنها كانت ضرورية لإصلاح الخلل فى الاقتصاد المصرى، كما أود أن أشيد بالتفاف هذا الشعب حول الأهداف والمشروعات القومية، وليس أدل على ذلك من توفير 64 مليار جنيه خلال ثمانية أيام فقط، من أجل تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، إننى أجدد وعدى لهذا الشعب بتحقيق آماله وطموحاته، إلا أننى أؤكد مرة أخرى أن الجهد المشترك والعمل الجماعى والمشاركة المجتمعية تعد عاملا محوريا لتحقيق الخير والرخاء لوطننا، كما أن العمل السياسى فى هذه المرحلة الدقيقة يتعين أن يراعى الأوضاع التى تسود مصر ومنطقة الشرق الأوسط، فالإصلاح المنشود يتطلب مزيدا من الوقت لتحقيقه دون اندفاع محفوف بالمخاطر، مع منح الفرصة للتجربة الديمقراطية المصرية لكى تنضج".
وحول الاستثمار فى مصر، قال الرئيس السيسى "أؤكد لك ولشعب المملكة الشقيق.. مصر آمنة مطمئنة.. أهلها فى رباط إلى يوم القيامة، وستظل بعناية من الله آمنة، مصداقا لقوله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، إننى أدعوك وجميع الأشقاء فى المملكة من مستثمرين وسائحين لزيارة مصر فليس من رأى كمن سمع، اطلعوا بأنفسكم على حقيقة الأوضاع وانقلوها نقلا أمينا صادقا دون تزيين أو تزييف.. فقط الحقيقة.. مصر بإذن الله مقبلة على مرحلة جديدة، وستشهد إصدار حزمة تشريعات استثمارية ستجعلها من أكثر دول العالم جذبا للاستثمار.. الفرص واعدة وفى شتى المجالات التجارية والصناعية والزراعية، وكل المقومات متوافرة". وحول الوضع الاقتصادى، قال الرئيس السيسى "إن الاقتصاد المصرى بخير ويتعافى.. واستند هنا إلى لغة الأرقام.. فلقد شهد الربع الرابع من العام المالى 2013 - 2014، تحسنا فى معدل النمو ليصل إلى 3.7 % وهو ما يشير إلى بدء دوران عجلة النشاط الاقتصادى بعد تحقيق الاستقرار السياسى، كما ارتفع حجم الناتج المحلى الإجمالى خلال العام 2013 / 2014 حيث قدر بنحو تريليونى جنيه، وبلغ معدل نمو الاستثمارات الكلية 12.9 % بإجمالى 280.6 مليار جنيه، بعد أن كانت قد تراجعت بنسبة 3.7 % خلال عام 2012/ 2013، مما يعكس تحسن مناخ الاستثمار وعودة الثقة فى الاقتصاد المصرى، ولقد قامت مؤسسات التصنيف الاقتصادى الدولية، وآخرها وكالة "موديز" برفع درجة استقرار الاقتصاد المصرى من سلبى إلى مستقر، وهو الأمر الذى يوضح أن خطط الحكومة على الصعيد الاقتصادى بدأت تؤتى ثمارها المرجوة.
كما أود أن أؤكد على أن إرث عقود من المشكلات المتراكمة لا يمكن تسويته فى غضون أشهر قليلة.. فزمن المعجزات قد ولى.. إننا نعمل حاليا على إصدار حزمة من التشريعات الاستثمارية تتضمن تطبيق نموذج "الشباك الواحد" للتيسير على المستثمرين سواء المصريون أو العرب والأجانب.. وكلما تعافى الاقتصاد المصرى، ازدادت الاستثمارات فى مصر. وحول مشروع قناة السويس الجديدة وهل مصر قادرة على المضى بنفس القوة والصلابة فى هذا الاتجاه، وما هى الخطط والبرامج لدعم هذه التوجهات.. وتوفير الموارد الكافية لإعادة بناء مصر من جديد؟، قال الرئيس السيسى "إن مرحلة البناء المقبلة وما ستشهده من مشروعات ضخمة تتطلب توفير التمويل على كافة المستويات، إلا أن ذلك لن يمنعنا من تعبئة مواردنا الوطنية وتعظيم الاستفادة من مساهمات المصريين سواء بالداخل أو بالخارج، وذلك جنبا إلى جنب مع جهود التعاون الدولى للمساهمة فى تنفيذ المشروعات الوطنية، سواء من خلال المنح والمساعدات أو القروض الميسرة من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية، وأود فى هذا الصدد أن أنوه إلى القروض التى يتم الحصول عليها من المؤسسات المالية الدولية، ومنها على سبيل المثال المفاوضات الجارية مع البنك الدولى للمساهمة فى تمويل مشروع استصلاح مليون فدان، تزيد الثقة فى الاقتصاد المصرى وتؤكد على قدرته على الوفاء ببعض المعايير الاقتصادية التى تحددها هذه المؤسسات، مما يصب فى صالح بيئة الأعمال فى مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية، وكذا رفع التصنيف الائتمانى لمصر، وهو ما حدث مؤخرا بالفعل".
وحول العلاقة بين الشعب والجيش ومحاولات البعض تسميم هذه العلاقة بنشر شائعات صفيقة، قال الرئيس "لقد تضمن سؤالك الإجابة ذاتها فقلت "إشاعات" ووصفتها بأنها "صفيقة".. إن أى حديث يثار فى هذا الاتجاه، إنما هو نابع من حقد البعض على العلاقة الراسخة بين الشعب والجيش، والتى لن تتزعزع بإذن الله بل تزداد متانة وقوة يوما بعد يوم". وحول خطوط التماس والالتقاء والتكامل (الآن) بين رئاسة الجمهورية.. وبين المؤسسة العسكرية، قال الرئيس السيسى " إننا نقيم دولة المؤسسات.. الدولة الراسخة التى لا يرتبط أداء مؤسساتها بتغير النظم السياسية.. ومؤسسة القوات المسلحة.. جزء عزيز ليس فقط من مؤسسات الدولة وإنما من نسيج هذا الوطن، كما أن العلاقة بين الشعب المصرى والجيش علاقة فريدة، قوية ووطيدة، فدور الجيش المصرى لا يقتصر فقط على زمن الحرب وإنما يمتد فى أوقات السلم، فعلى سبيل المثال تشارك القوات المسلحة فى المشروعات القومية الكبرى وشق الطرق وإنشاء الكبارى، فضلا عن تقديم الخدمات العلاجية للعديد من المدنيين فى مستشفيات القوات المسلحة، التى تنحاز دائما لإرادة الشعب، ولأن هذه المؤسسة العريقة هى رمز الانضباط والالتزام فهى تؤدى دورها وواجبها الوطنى على أكمل وجه وتتحمل أعباء جسيمة فى المرحلة الراهنة تضاف إلى دورها الرئيسى فى الدفاع عن أرض الوطن وأمن شعبه..إلا أن ذلك يتم فى إطار الالتزام بدورها دون افتئات على صلاحيات لمؤسسات أخرى تجاوز لحدود دورها المشرف.
وحول ما يتردد بان الدولة المصرية تواجه تحديا حقيقيا بوقفها أمام خيارين صعبين.. فإما أن تفتح صفحة جديدة وتستوعب كل الخصوم.. وإما أن تمضى فى سياسة الفرز والإقصاء للإخوان من جهة والمحسوبين على الحزب الوطنى السابق من جهة ثانية، وبالتالى تبقى على جذوة الصراع تحت الأرض بكل ما تحملها من أخطار محتملة فى أى لحظة، قال الرئيس السيسى" أقدر أن هذه الأصوات إما أنها لم تع التغير الذى حدث فى مصر على مدار السنوات الثلاث الماضية أو أنها لا ترغب فى تطور هذا البلد الطيب الآمن وتحوله ديمقراطيا واقتصاديا.. كيف يغفل هؤلاء الإرادة الشعبية.. كيف نسوا أو تناسوا ما أنجزه الشعب المصرى خلال تلك الأعوام الثلاثة.. الشعب هو صاحب الكلمة الفصل.. والقادر على تمييز الغث من السمين، إننى أثق فى خيارات الشعب المصرى وأعول عليه، وكما سجل نجاحات ملموسة فى إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية سيكمل طريقه عبر إجراء الانتخابات البرلمانية لتكتمل بذلك المنظومة المؤسسية للدولة المصرية بانتخاب البرلمان المقبل.. أما من قتل أبناء هذا الشعب أو حرمه قوت يومه فلا أعتقد أن الشعب سيسمح له أن يتحدث بصوته أو أن يعبر عن آرائه أو أن يطالب باحتياجاته مرة أخرى". وحول تخوف البعض من عودة بعض الفئات إلى السلطة التشريعية من بوابة البرلمان القادم، قال الرئيس السيسى "كما ذكرت أننى أثق فى خيارات الشعب المصرى، وأعاود تذكير الجميع بأن الصلاحيات الممنوحة للبرلمان المقبل موسعة، ومسؤولياته جسيمة، سواء فى شق الرقابة على أعمال الحكومة أو فى شق التشريع، حيث ستحتاج البلاد إلى صياغة وتعديل العديد من القوانين لتتوافق مع نصوص الدستور الجديد الذى أقره الشعب فى يناير 2014، ومن ثم فإن الناخبين المصريين مدعوون إلى التدقيق وحسن الاختيار، والبعد عن الكلمات الرنانة والوعود الجوفاء، والتركيز من أجل اختيار العناصر التى لديها القدرة على الإنجاز والعطاء للوطن ولأبناء الشعب المصرى.
واضاف "أما من سيخوضون هذه الانتخابات فأقول لهم إن تولى السلطة فى مصر أو القرب من دوائرها لم يعد مغنما والمجال لا يتسع إلا لمن يجد فى نفسه القدرة على العمل والعطاء الإنجاز دون البحث عن مكاسب شخصية أو مصالح ضيقة لن تتحقق، وأذكرهم جميعا بأن الوصول إلى المنصب ليس نهاية المطاف، ولهم فى الماضى القريب عبرة، فالشعب لن يسمح بالبقاء إلا للأصلح.. وأدعو الأحزاب السياسية المصرية إلى العمل معا، فضلا عن تشجيع الشباب على المشاركة فى الحياة السياسية والدفع بالكوادر الشابة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.. يجب أن نعد جيلا ثانيا وثالثا من السياسيين والحزبيين والبرلمانيين.. نجدد الدماء فى شرايين مجلس النواب.. ونمنح الفرصة لمن أشعلوا جذوة الثورة ليساهموا فى صنع مستقبل مصر". وحول شغب طلاب الاخوان، قال الرئيس السيسى " إننا نؤسس لدولة سيادة القانون، التى تحترم استقلال القضاء وتؤمن بمساواته بين الجميع، من يسيئ ويختار نهجا يستهدف النيل من مقدرات الوطن عليه أن يتحمل تبعات اختياره وأن يتحمل مسئولية أفعاله، وأؤكد أن غالبية طلاب الجامعات المصرية لا يبغون سوى العلم والمساهمة فى صناعة مستقبل هذا الوطن، ولكن القلة من المنتمين لهذه التيارات المنحرفة فكريا والمتطرفة عقائديا تحاول أن ترفع صوتها فى محاولات يائسة للخروج عن النظام وتأليب الرأى العام، ولكننى أؤكد لك أن شعب مصر واعٍ ومدرك لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها، وسيعمل دائما على الإعلاء من مصلحة الوطن".
وحول الملف الليبى، قال الرئيس السيسى "الملف الليبى أحد أبرز البؤر الملتهبة على حدود مصر، وتؤثر حالة عدم الاستقرار فى ليبيا على الأمن القومى المصرى، وتجلى ذلك بوضوح خلال السنوات الثلاث الماضية، هناك تناحر بين فصائل مسلحة بعضها يرتدى ثوب الإسلام، وتدعمه بكل قوة بعض الأطراف الطامعة فى زعزعة الاستقرار وتأجيج الصراع الداخلى وتشكيل أداة ضغط إرهابية على مصر، ويروجون أن هناك فى ليبيا حكومتين إحداهما إسلامية، والأخرى مشكوك فى شرعيتها رغم أنها منتخبة شعبيا. وأضاف "ونؤكد مرارا للحكومة الشرعية فى ليبيا مساندة مصر الدائمة لاستقرار هذا البلد الشقيق، والذى لن يتحقق سوى بأن تمارس القوى الدولية ضغوطا على الأطراف الداعمة لتأجيج الصراعات فى ليبيا، من أجل أن توقف أفعالها"، مشيرا اى أنه فى هذا الإطار جاءت استضافة مصر لمؤتمر دول جوار ليبيا فى أغسطس الماضى، كما أعلنت مصر عن مبادرتها للتسوية السياسية السلمية للوضع فى ليبيا، فضلا عن استعدادنا لتدريب القوات الليبية وتوفير متطلبات الحكومة الشرعية فى ليبيا، ودعم المؤسسات الشرعية التى جاءت بإرادة حرة للشعب الليبى، وفى مقدمتها البرلمان والحكومة الجديدة، بالإضافة إلى دعم الجيش الوطنى الليبى. وردا على سؤال هل نحن بانتظار "سايكس بيكو" جديدة ؟، قال الرئيس السيسى مستنكرا هل نتوقع ؟.. ثم أجاب: لا.. "سايكس بيكو" موجودة.. وجار تنفيذ بنودها على الأرض. وحول طرق التعامل مع هذا الوضع وما الذى يجب على سائر دول المنطقة أن تفعل للحيلولة دون تطبيق هذا المخطط الخطير؟ قال الرئيس السيسى إن " ما نقوم به الآن فى بلادنا.. من تعزيز وترسيخ أركان الدولة المصرية القوية.. وما يتم من تفاهمات عالية المستوى مع دول المنطقة وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرها.. يصب فى هذا الاتجاه.. ولا خيار لنا دونه البتة.. وكما قلت سابقا فإن وضع أيدينا معا.. وتسخير قدراتنا وإمكاناتنا الهائلة لهذا الغرض كفيل بأن يعطل أى مشاريع تتم على حسابنا وضد مصالح أوطاننا وشعوبنا.. ولحسن الحظ فإن الشعوب العربية وفى مقدمتها شعب مصر متنبهون لما يحاك ضدهم ويراد بأوطانهم ولن يدخروا أى جهد أو عطاء أو تضحية من أجل صيانتها". وفى نهاية حوار الرئيس السيسى - مع صحيفة "عكاظ" السعودية الذى نشرته اليوم - وجه رسالة الى الشعب السعودى، دعاهم فيها للحفاظ على بلادهم والزود عن ترابها بحرصهم ووعيهم، واذا تطلب الامر بأرواحهم ودمائهم، كما دعا الشعوب العربية الى الانتباه جيدا، والحرص بكل قوة وبكل صبر وبكل فهم ووعى فى مواجهة المخاطر المحيطة بنا، والموجودة ايضا بداخلنا، مؤكدا أن الله سيعنيهم وينصرهم على كل الشرور والمخاطر جودا وفضلا وكرما منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.