تمكن أحد الأفراد المجندين بالنقطة الأمنية "كرم القواديس" من النجاة بنفسه في الهجوم الإرهابي الذي وقع عليهم أمس الأول، وأسفر عن استشهاد وإصابة 59 من أفراد الجيش، وذلك حين أسرع بالفرار، مختبئاً بين أشجار الزيتون، ليعود بعدها لأهله حياً سالماً. تروي مصادر على لسان المجند العائد من موتٍ مُحّقق أنّه بعد حدوث الانفجار الأول لعبوتين ناسفتين وإصابة مُدرّعتين، كان طبيعياً أن تعود القوات لتتفقد حال من بداخلهما، لكنّ قوات الجيش فوجئت بهجوم انتحاري لسيارة مفخخة، أعقبه هجوم مُباغت بالقذائف والرشاشات، عندها قفز المجند بعيداً، (حيث لم يكن في حالة من الاستعداد تمكنه من المواجهة). وقد أسرع المجند مُبتعداً عن الحادث، وساعده في التخفي بسرعة وراء أشجار الزيتون المحيطة به، حيث وجد نفسه داخل إحدى المزارع، وظل الجندي هادئ الأنفاس مختبئاً، حتى فرغوا من هجومهم وتوقف صوت الرصاص. وأضاف المصدر أن المُجند أخذ بعدها يُكمل تحركه زحفاً في محاولة منه للابتعاد بنفسه عن مسرح العمليات، وبعد ابتعاده لمسافة كبيرة وتيقنه من زوال الخطر، أخذ يبحث في المكان عن أحد الأهالي ليسترشد به عن العودة لمكان خدمته وكيف له أن يتفادى مكان الخطر، لكنّ الأهالي أشفقوا عليه من علامات الإعياء الواضحة عليه من هول ما رأى، فنصحوه بأن يستريح، على أن يقوم بتسيلم نفسه في اليوم التالي.