سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«كرم القواديس».. كماشة الإرهابيين: هنا وقعت «مذبحة الشهر الحرام» الكمين يقع فى نقطة تلاقى محاور 4 طرق رئيسية.. ونجح فى تحجيم حركة الإرهابيين خلال الفترة الماضية
لم يكن اختيار الإرهابيين شن هجومهم الكبير على كمين «كرم القواديس» اعتباطياً، فالهجوم، الذى أعد له على مدى أيام وشاركت فيه عناصر خارجية، كان يهدف لقطف «التفاحة الكبرى»، والانتقام من جنود أهم ارتكاز أمنى، الذين فرضوا سيطرتهم على أهم 4 طرق التفافية بين الشيخ زويد والعريش، ونجحوا فى شل تحركات «أنصار بيت المقدس»، طيلة الأيام الماضية، وإجهاض كافة مخططاتهم. «ارتكاز مربعة القواديس».. كما يطلق عليه «السيناوية»، أحد أهم الارتكازات الأمنية فى شمال سيناء كلها، بشهادة أهالى الشيخ زويد، الذين قالوا إن الكمين من أهم «صنابير» التحكم، التى تغلق الطرق بعد الخامسة عصراً، تطبيقاً لحظر التجوال، مضيفين أن سيطرة الجنود على منطقة «مربعة القواديس»، يعنى سيطرة الجيش على 90% من الطرق الالتفافية الخطرة بالمحافظة. وأوضح أحد أبناء الشيخ زويد، أنهم يطلقون على منطقة الكمين اسم «مربعة القواديس» لوقوعها فى نقطة التقاء 4 طرق حيوية ومهمة، أهمها الطريق الالتفافى المسمى «الطويل» الذى يربط بين العريش والشيخ زويد. وتقع «مربعة القواديس»، جنوب قرية الخروبة، وتبعد مسافة 15 كيلومتراً عن العريش شرقاً، كما تبعد 20 كيلومتراً عن الشيخ زويد، وتتحكم فى مفارق 4 طرق، فمن ناحية الغرب طريق العريش، ومن ناحية الشرق طريق الشيخ زويد، ومن ناحية الجنوب فإن الارتكاز يأتى على مدخل قرية القريعة، فيما يأتى طريق قرية الخروبة فى الناحية الشمالية، وبمسافة تبعد ما بين 6 إلى 7 كيلومترات كما قدّرها البعض. وتأتى أهمية ارتكاز القواديس، الذى يقع فى زمام «قبيلة السواركة»، لأنه المنفذ الأمنى الوحيد، الذى يقابله المقبلون من العريش باتجاه مناطق جنوب الشيخ زويد، مثل الفيتات والثومة والزوارعة وأبوالعراج، ويأتى فى نهاية هذا الطريق مطار الجورة ومقر القوات الدولية لحفظ السلام. ونجح «ارتكاز القواديس» فى شل تحركات الجماعات الإرهابية من مناطق جنوب الشيخ زويد إلى العريش، إضافة لتحجيم تحركات الخلايا المختبئة فى قرية القريعة جنوب الارتكاز. وقال شهود عيان من أهالى منطقة «القواديس» إن الكمين هو آخر نقطة ارتكاز بين العريش وقرية الجورة، وتفصل بينه وبين القرية 20 كيلو من الأراضى الصحراوية، المليئة بالبيوت المتناثرة وأشجار الزيتون الكثيفة، التى تستخدمها الجماعات الإرهابية للاختباء ونصب كمائن وهمية للقبض على المتعاونين من القوات الأمنية وقتلهم. وأضاف الأهالى أن الارتكاز عبارة عن 4 مدرعات عسكرية محاطة بأكوام الرمال، وعلى كل مدرعة يوجد قناصان، إضافة إلى 3 خيام بها جنود يتبادلون خدمة الكمين والاستراحة فيما بينهم، مشيرين إلى أن قوات الأمن ظنت أن القوة الكبيرة الموجودة بالارتكاز قد تمنع حدوث أى عمل إرهابى ضد أفراده، فيما اعتمد تخطيط الإرهابيين على سهولة الهرب بعد شن الهجوم عبر طريق الجورة. وأشاد أهالى المنطقة بأفراد قوة الكمين، مضيفين أنهم كانوا على علاقة حسنة معهم، وكان أفراد الارتكاز يسمحون لهم بالتنقل ليلاً ونهاراً، ويعاملونهم باحترام متبادل، وأكد أحدهم أن العلاقة وصلت لدرجة قيام البعض بسد احتياجات الجنود من السلع الغذائية ليلاً، وخصوصاً «زيت الطعام والملح»، مضيفاً: الجنود معروفون لجميع الأهالى، وكانوا يصلون معنا فى المسجد القريب من الارتكاز. وقال مواطن يسكن بالقرب من الكمين، وشاهد عيان على الهجوم الإرهابى، إن الانتحارى استغل تساهل الارتكاز مع أهالى المنطقة، واقترب من الكمين ببطء، وأوهم الجنود أنه يمتثل لأوامرهم ثم فجر سيارته فى منتصف الكمين أمام مبنى لمحل قديم يستخدمه الجنود فى الطبخ، وقام بعدها عدد من الإرهابيين بإطلاق قذائف «الآر بى جى» والأعيرة النارية من الأسلحة والآلية والمتعدد على باقى قوة الكمين، لنصف ساعة كاملة، فيما فجر آخرون العبوات الناسفة لاستهداف التعزيزات التى هرعت للمنطقة.