بفضل من الله تعالى تأسست منذ أيام الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ( ITQAN)) وقد تشرفت باختياري امينا عاما لها مع مجموعة من علماء الدعوة ومتخصصي الجودة في العالم وتعتبر فكرة إدخال الجودة في المنظومة الدعوية نقلة نوعية في تطوير الأداء، وتجديدا للخطاب الإسلامي من خلال التأسيس لمنهج علمي في قياس وتقييم وتطوير وتطوير المنظومة الدعوية (داعية- أهداف-منهج – مخرجات- وسائل-مدعوون) ولأول مرة في تاريخ العمل الدعوي الإسلامي لأن الجودة الشاملة تعني وبكل بساطة ، منظومة للقياس والتقويم والارتقاء يتحقق من خلالها مبدأ (الإتقان) في العمل والتطوير المستمر وتحسين الأداء ولكن بمقاييس معتمدة، لأن الجودة في ذاتها عملية بنائية تهدف إلى تحسين المنتج النهائي للدعوة وذلك من خلال تحسين ظروف العمل لكل العاملين في المؤسسة (المسجد)، وتركز الجودة على الجهود الإيجابية التي يبذلها كل شخص يعمل في هذه المؤسسة. كما أن مفهوم إدارة الجودة الشاملة في الدعوة يشير إلى قدرة المؤسسة الدعوية على تحقيق احتياجات المستفيدين من المؤسسة الدعوية ( المجتمع ) ورضاهم التام عن المنتج (الدعوة ذاتها) ،بمعنى آخر أن الجودة الشاملة في حقل الدعوة تعني مدى تحقق أهداف البرامج الدعوية والتربوية والإيمانية في المدعويين، وبأسلوب صحيح متقن وفق مجموعة من المعايير العلمية الضرورية لرفع مستوى جودة المنتج الدعوي بما يحقق أهداف الدعوة( البيان- الحجة- الإعذار) في المجتمع بوصفه المستفيد الأول من وجود المؤسسات الدعوية. لقد آن للخطاب الدعوي الإسلامي أن يسير على نحوٍ من الجودة والإتقان، كون ذلك قيمة إسلامية أولا؛ ولأن الإتقان سنة ربانية ماضية أناط الله بها التوفيق والسداد لمن يتصدى لها ثانيا؛ وثالثا لأنه لا مكان للعشوائية في مهمة يرتبط بها مصير الناس عامة في الدنيا والآخرة ؛ ولعله مما لا يخفى على متبصر حاجة (الأداء الدعوي) بمستوياته الوظيفية المختلفة إلى قوانين الإتقان، وسنن الفلاح التي اعتمدت منهجا علميا حديثا للقياس والتقييم للنظر، في مدى تحقيق المهن والوظائف لأهدافها وغاياتها خاصة وأن الحقل الدعوي في كثير من المواطن والبلدان واجه إهمالا بالغا من ناحية التطوير والتقييم بصورة تقلص من أثر مواطن الخلل، وتعزز مواطن القوة وتدعمها؛ ولأن الحضارة الإسلامية أكدت على الجودة، وعلى إتقان العمل باعتبارهما قيما إسلامية محضة، لذا كان من اللازم التفكير في فلسفة وفكر ومشروع تحويل الدعوة الى مشروع الجودة الشاملة، ونأمل من الله تعالى ان يعيننا على هذه المهمة التي تعتبر من جنس اعمال التجديد لهذا الدين سائلا من الله التوفيق والسداد وسنوالي في مقالات قادمة رؤيتنا المتعلقة بقضية تطوير الدعوة من خلال نظم الجودة الشاملة.