أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم مصر لتأسيس جيش ليبي وطني بعيدًا عن الطائفية والقبلية، وللقيادة الشرعية في هذا البلد العربي، في إشارة إلى مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق)، وحكومة عبد الله الثني المعينة من قبل البرلمان. وأعرب السيسي خلال استقباله الثني، بمقر الرئاسة اليوم، عن مساندة مصر لخيارات الشعب الليبي، "مع بذل كافة الجهود الممكنة لدعم القيادة الشرعية للدولة، فضلاً عن أهمية جمع السلاح، وتأسيس جيش وطني قوي بعيدًا عن القبلية أو الطائفية" بهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا، حسب بيان رسمي صادر عن الرئاسة، نقلته وكالة "الأناضول". من جانبه، طلب الثني، حسب البيان، مساعدة مصر في مجالات الصحة والتعليم، مرحبا بالدور المصري في إعادة إعمار ليبيا، فيما أعرب السيسي عن استعداد مصر التام للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في ليبيا، في ظل الخبرات المصرية في مجال الإنشاء والتعمير. وأضاف البيان أن "اللقاء شهد توافقا بشأن ضرورة التصدي للجماعات الإرهابية المتطرفة من خلال استراتيجية تشمل المواجهة الأمنية والعسكرية، وتصويب الخطاب الديني". وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع إبراهيم محلب رئيس الوزراء، في وقت سابق اليوم، قال الثني إن بلاده تقوم بالتنسيق مع الجانب المصري فيما يتعلق بتأمين الحدود، ورفع الكفاءة القتالية لوحدات الجيش الليبي، وتدريب أفراد الشرطة في كافة المجالات، لمواجهة ما أسماه ب"الإرهاب". وأوضح الثني: "هناك تنسيق تام في أمن الحدود، والتنسيق مع الجيش فيما يخص التدريب ورفع الكفاءة القتالية لوحدات الجيش ولتدريب أفراد الشرطة في كافة المجالات في البحث الجنائي، وعملية التدريب للقوات الخاصة، لأننا نواجه الإرهاب". وأضاف أن "الإرهاب منتشر في المنطقة وأنتم تعلمون ما تتعرض له مدينة بنغازي ومدينة درنة، (شرق) في ظل ما تقوم به مجموعات فجر ليبيا من عمليات تدمير ممنهج لمطار طرابلس، حتى وصل الأمر إلى قتل الحيوانات والاعتداء على ممتلكات الأفراد والسرقة". من جانبه، قال محلب إن بلاده "تحترم الشعب الليبي في كافة خياراته وتدعمه في كل احتياجاته، وأن القيادة السياسية بمصر تصر على استمرار تقديم الدعم للحكومة الشرعية في ليبيا والتي أقرها البرلمان الليبي". وأعلنت القاهرة في أكثر من مناسبة دعمها للشرعية المتمثلة في البرلمان الليبي الجديد المنعقد في مدينة طبرق والذي تم انتخابه في يونيو الماضي، والحكومة التي كلفها البرلمان برئاسة الثني. ووصل الثنى، إلى القاهرة، مساء أمس، على رأس وفد وزارى رفيع المستوى في أول زيارة من نوعها بين الجانبين منذ تكليف الثني من قبل مجلس النواب الليبي بتشكيل حكومة أزمة مصغرة لتسيير الأمور في ليبيا في سبتمبر الماضي. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي .