عندما تمسك بمؤشر البحث على الريموت كنترول تصعق بباقة جديدة من قنوات "الهلس" ، وهو أفضل تعبير يمكن أن تذكره على باقة قنوات مثل "شنبو" و "توكتوك" و"كتو موتو" بل و "طلقة" و"هريدي" و "سلطة" و"دربكة" و"دلع" و"فرفشة" وأخيرًا وليس آخرا "لولوا". السطحية وتدني مستوى المادة المقدمة يبدأ من اختيار الاسم ولوجو القناة ثم باقة الإعلانات المصاحبة لها والتي تتراجع في مستواها إلى ما قبل ثمانينيات القرن الماضي وتعتمد على الغناء الصاخب المزعج والرقص غير اللائق.. فمن أين تأتي؟ وكيف تخرج؟ ومن الذي يسمح بوجود مثل هذه القنوات؟ كثير من هذه القنوات تخرج بباقة ظاهرها "الرحمة" و باطنها "العذاب" ، حيث تضم في باقتها قناة للقرآن الكريم وقناة للأطفال مثل قنوات تايم "قرآن" و "كيدزينيا"، وقنوات "دربكة" قرآن و "لولوا" قرآن رغم صعوبة الاسم واقترانه باسم كتاب الله وتشمل الباقات قنوات أخرى للأفلام الحديثة والهابطة والخارجة و"الغير نظيفة" بما فيها من إعلانات خارجة ولا تناسب الأسرة المصرية تضم إيحاءات وألفاظ ومشاهد غير لائقة ، ناهيك عن قنوات الأغاني الهابطة والهابطة جدا والقبيحة. الدكتور ثروت مكي رئيس شبكة "نايل سات" ل"المصريون" قال إن تلك القنوات يتم بثها بعيدا عن الشبكة بسبب صرامة إجراءات البث منها والتي يأتي من ضمنها تصاريح وتراخيص تضمن جودة الرسالة الإعلامية التي تبثها ، كما أن الشبكة تقوم بمراقبة مستمرة لجميع القنوات التي تبث عن طريق القمر الصناعي "نايل سات" لاتخاذ اجراءات قانونية متفق عليها بشأن القنوات غير الحريصة على شكل ومضمون الرسالة الإعلامية . وأوضح مكي أن تلك القنوات تبث عن طريق أقمار مجاورة للقمر المصري "نايل سات" والتي غالبا تتبع إجراءات بسيطة وسهلة في الحصول على الحيز الترددي والبث دون تقديم التصاريح والتراخيص من السلطات المعنية بالدولة ، مضيفا أنه من أكثر الأقمار التي يلجأ إليها البعض لإطلاق قناة فضائية هي أقمار تطلقها شركة فرنسية معروفة لأغراض تجارية وليست إعلامية . وأكد مكي أن وجود تلك القنوات لا يؤثر أبدا على القنوات التي يبثها النايل سات، لا من حيث شكل البث ولا نسبة المشاهدة حيث أنه وبلغة السوق "كل حاجة وليها زبونها". على جانب آخر، علمت "المصريون" أن وزير الاستثمار أشرف سالمان يدرس تشكيل مجلس مستقل لمراقبة محتوى ما يبث فى القنوات الفضائية من خلال المواد الإعلامية، وذلك فى سبيل تحسين ودعم مناخ الإعلام وإرساء إجراءات أكثر مرونة مع القنوات الفضائية. وسيكون من ضمن صلاحيات هذا المجلس إرسال إنذارات مكتوبة لملاك القنوات الفضائية حول المادة التى تم بثها فى برامج "التوك شو" والأخطاء التي وقعوا فيها أو تجاوزوها، وقد يصل الأمر إلى توقيع عقوبات مالية على القنوات الفضائية فى حالة المخالفة أو الإيقاف أو سحب الترخيص. ورحبت مصادر من داخل مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية بإنشاء المجلس، وقالت إن هذا المجلس ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بأجواء حريات الرأى الممنوحة للإعلاميين ونجوم "التوك "شو، وإنما من شأنه منح المزيد من الحرية المسئولة للإعلام الخاص، وتفادى حالة المصادمات والاحتقان التى كانت تشهدها العلاقة بين هيئة الاستثمار والقنوات الفضائية التابعة للمنطقة الحرة الإعلامية خلال السنوات الماضية. شاهد الصور: