تصاعد التوتر بشدة داخل حزب الوفد المعارض بعد قيام الدكتور نعمان جمعة بإقالة كل من عباس الطرابيلي وسيد عبد العاطي رئيس تحرير الوفد بدعوى عدم التزامهما بالحياد تجاه الصراع المشتعل داخل الحزب ومجاملة جناح أباظة وهو ما أدى إلى عودة القلق من إمكانية وقف الجريدة مرة أخرى خصوصا مع تردد أنباء عن إمكانية مخاطبة جمعة للمجلس الأعلى للصحافة لوقف إصدار الوفد . ويبذل جمعة حاليا مساعي حثيثة للبحث عن رئيس تحرير جديد للجريدة بعد تحفظ عدد من الرموز الصحفية الوفدية أو من خارج الوفد على القبول بمنصب رئيس تحرير الجريدة التي ينوي جمعة إصدارها من المقر الجديد للحزب بشارع عماد الدين ، خصوصا أن الجميع يعتبر القبول بعرض جمعة تورطا في الصراع داخل الحزب ، رغم وعود جمعة لكل من عرض عليهم هذا المنصب بالاستمرار في حالة صدور أحكام قضائية تدعم موقف جمعة تجاه المعارضين. وفي سياق متصل ، تصاعدت الخلافات داخل جبهة أباظة بعد دعوة السيد البدوي شحاتة ، أحد رموز جبهة الدكتور محمود أباظة ، لفتح الجبهة لحوار مع الدكتور نعمان جمعة وتقديمه مبادرة تطالب بتنحية المستشار مصطفى الطويل الرئيس المؤقت للحزب لصالح لجنة حكماء محايدة تدير الوضع في الحزب لحين تهيئة الساحة لانتخابات رئيس جديد للوفد بعد تعديل اللائحة الداخلية للحزب. ولكن هذه المبادرة قوبلت بمعارضة شديدة داخل جبهة أباظة التي اتهمت الدكتور البدوي بمحاولة إيجاد جبهة ثالثة داخل الحزب تعقد الأزمة ولا تجعل عملية الوصول إلى حل أمر ميسور. من جانب أخر ، كشفت مصادر وفدية عن معاناة جبهة أباظة من أزمة مالية حادة نتيجة قيامها بإنفاق أكثر من 5 ملايين جنية خلال الشهرين الماضيين على أنصارها المعتصمين داخل الحزب وقيامها بسداد النفقات المالية والإدارية الخاصة بإصدار الجريدة وشئون المقر وسداد إيجار الفندق المقابل للحزب الذي يقيم فيه أنصار أباظة. ويفكر أباظة وجبهته حاليا في اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحل هذه الأزمة عبر بذل جهود لفك الوديعة الخاصة بالحزب البالغة 70 مليون جنية لمواجهة هذه الأزمة الطاحنة. من جهته ، اعتبر المهندس سراج الدين زعيم أحرار الوفد جميع الصراعات التي تحدث في الوفد حاليا مقدمة لانهيار الحزب ، وما يسعى إليه جمعة حاليا سيكون اللبنة الأولى في تدميره فإصدار صحيفة أخرى سيعقد هذه الأزمة وسيمد في أجلها لسنوات طويلة مستبعدا قبول أي طرف من الطرفين بحل وسط ينقذ الحزب من الدمار. وأوضح سراج الدين الأزمة المالية التي تعاني منها جبهة أباظة تعود إلى الإنفاق ببذخ على الأنصار والبلطجية الذين يحاصرون الحزب ويمنعون أبناء الوفد من الدخول فالبلطجي الواحد تكلفته تزيد على 400 جنيها يوميا وهو ما يجعل هناك صعوبة بالغة في تمويل هذه النفقات. وتنبأ سراج الدين بفشل مبادرة الدكتور البدوي لفتح حوار بين جمعة وخصومه وذلك لأن جبهة أباظة لن تقبل بأي مبادرة تجعل هناك أي أمل لجمعة لاستعادة منصبة ولو بالانتخابات مشيرا إلى أنصار أباظة يعتبرون هذه الأحداث فرصتهم الذهبية للسيطرة على الحزب.