فيما تحدثت أنباء عن سحب تنظيم "الدولة الإسلامية" لمقاتليه وعتاده من عدة مناطق يسيطر عليها في سوريا تحسباً لتوسيع الضربات الجوية الأمريكية عليه، عاد طيران النظام السوري لقصف مدينة تلبيسة لليوم الثالث على التوالي. أفاد ناشطون الأربعاء (17 سبتمبر/ أيلول 2014) أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا ب "داعش" انسحبوا من العديد من مواقعهم في محافظة دير الزور بشرق سوريا، والتي يسيطرون على معظمها، وذلك خشية التهديد بضربات جوية أمريكية. وقال الناشط أبو أسامة لوكالة فرانس برس إن التنظيم "بدأ بإخلاء العديد من مواقعه وقواعده في محافظة دير الزور"، مضيفاً أن كل المواقع المعروفة له في مدينة الشارة تم "إغلاقها"، بالإضافة إلى إخلاء مبنى المحافظة السابق في مدينة دير الزور، الذي حولوه إلى أكبر مخزن للأسلحة في هذه المنطقة، لافتاً إلى أنه "في مدينة الميادين (قرب الحدود العراقية) انسحب التنظيم من ثماني قواعد ولم تبق سوى ثلاث". كما أشار الناشط السوري إلى أن مقاتلي التنظيم انسحبوا "أيضاً من حقول النفط. وقد غادرت عائلات الجهاديين الأجانب التي كانت تقيم في مبان قرب تلك الحقول". تأتي هذه الانسحابات بعد توعد واشنطن بتوسيع نطاق الضربات الجوية التي تشنها على مواقع "الدولة الإسلامية" في العراق. قصف للنظام على تلبيسة هذا وكانت القوات النظامية السورية قد استأنفت الأربعاء غاراتها على مدينة تلبيسة في محافظة حمص لليوم الثالث على التوالي، ما تسبب بمقتل امرأة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة، الذي أشار إلى مقتل حوالى خمسين شخصاً في قصف جوي على المدينة منذ الاثنين. وتحدث ناشطون في تلبيسة على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن "مجزرة" نفذتها قوات النظام. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له ومحسوب على المعارضة، قد أفاد عن مقتل 25 شخصاً في قصف جوي نفذته قوات النظام أمس الثلاثاء على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وبين القتلى سبع نساء وطفل وقائد لواء إسلامي معارض ومقاتل. هذا وكان 23 شخصاً قد قتلوا الاثنين في قصف جوي مماثل على تلبيسة. وذكر ناشطون في تلبيسة على "فيسبوك" أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على المدينة. وأصدر مقاتلون داخل المدينة بياناً توعدوا فيه "بالثأر للشهداء"، مشيرين إلى أنهم قاموا "بإمطار قرية الأشرفية" القريبة من تلبيسة والموالية للنظام بالقذائف. يشار إلى أن قوات النظام تسيطر على مجمل محافظة حمص باستثناء مدينتي تلبيسة والرستن، اللتين تعتبران معقلين بارزين لمقاتلي المعارضة، وحي الوعر في مدينة حمص. كما يتواجد مقاتلو المعارضة في منطقتي الحولة والغنطو القريبتين من تلبيسة وبعض القرى المجاورة مثل أم شرشوح، التي تشهد معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام.
