انتقدت صحيفة "الجارديان" البريطانية محاولات الحكومة المصرية التعتيم على الأضرار التي لحقت بهرم سقارة، الذي يقع إلى الجنوب من أهرامات الجيزة، ويعد أقدم بناء حجري في العالم. وسخرت الصحيفة في تقرير لها أيضا من محاولات اتهام الإخوان المسلمين بالمسئولية عن نشر أخبار كاذبة عن الهرم, مشيرة إلى تصريحات وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، التي قال فيها :"إن الهرم سليم وبحالة جيدة ، وما حدث هو مجرد محاولة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي لإثارة البلبلة وإحداث اضطرابات في البلاد". وتابعت الصحيفة أن محاولات ترميم الهرم، أضرت كثيرًا ببنيته الداخلية، وغيرت أيضا شكله, حيث بدا مختلفا وأخف وزنا عما كان عليه في السابق. وأشارت "الجارديان" إلى أن الشركة التي قامت بترميم الهرم, غير مؤهلة للقيام بمثل هذه المهمة، محذرة من إمكانية حدوث انهيارات في داخل الهرم. وكان وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي نفي مؤخرا ما تردد حول إنهيار أجزاء من هرم "زوسر" في سقارة، لافتاً إلى أن "أثريين ضد الانقلاب" هى وراء هذه الشائعات والإعلام ساهم فى تضخيمها، مطالباً وسائل الإعلام المختلفة بتحرى الدقة قبل نشر أي أخبار والتأكد من صحتها. وأوضح الدماطى فى اتصال هاتفى مع الإعلامى رامى رضوان ببرنامج "صباح أون" عبر فضائية "أون تى فى" أن العمل توقف بالهرم منذ عامين بسبب الشائعات, التي ظهرت حينها بأن الهرم يتساقط، وتم إرسال بعثة من اليونيسكو حينها لتفقد هرم سقارة، وأكدت أن الهرم سليم ,ولا يوجد أفضل من الصيانة, التي تحدث به. وفي المقابل, كشف تقرير منظمة اليونسكو، الذي صدر لتقييم حالة هرم سقارة، أن الهرم يعاني من الإهمال، ومهدد بحدوث هبوط به في أية لحظة، بسبب أعمال الصيانة التي وصفها التقرير ب"غير الصحيحة". وأكد التقرير، الذي أعده العالم جورجيو كورتشى ، مبعوث منظمة اليونسكو فى مصر لدراسة وضع هرم زوسر المدرج (سقارة) والكشف عن حالته الداخلية والخارجية بعد 5 سنوات من التعاقد مع شركة الشوربجى للترميم، أن الأوجه الخارجية للهرم تعانى من انعدام الصيانة على مر القرون، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن إزالة الكتل بفعل الإنسان، وقد خلق هذا تجاويف كبيرة فى عدة مناطق وظهرت العديد من الكتل معلقة بشكل خطير بدون وجود أى دعائم لحملها. وأضاف التقرير، الذي حصلت "المصري اليوم" على نسخة منه، أنه لم يكن هناك مشروع مفصلا للتدخلات والتعامل مع الأثر، وتم تنفيذ الأعمال بشكل سريع، باستبدال الأحجار القديمة بأخرى غير أصلية من أجل إنتاج الشكل الأصلى، لذلك من الضرورى إجراء مسح مفصل للحالة الراهنة للهرم. وأوضح التقرير أن الهيكل الجديد لإعادة تنفيذ الأسطح أو لملء "التجاويف" لا يتحمل أى ثقل، وبالتالى لا يسهم فى الاستقرار العام إلى أن يحدث هبوط لجسم البناء أعلاه، وأضاف التقرير: "لمنع هذه المشكلة والعمل لتفعيل كفاءة الدعامات المستحدثة على الفور، فى بعض الحالات، عندما يتعلق الأمر بمساحة واسعة، فإنه من المفيد استحداث قوة رأسية بشكل اصطناعى على الأربطة الأفقية بين بلوكات الأحجار الجديدة والأحجار القديمة فى الموقع، التى فقدت دعائمها الأصلية وتعمل الأن ككتل ناتئة معلقة بدون حامل".