قال خبير في الشؤون العسكرية إن اعلان الولاياتالمتحدة، اليوم الجمعة، تشكيل نواة لتحالف من 10 دول لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، يعني البدء في تشكيل الهيكل التنظيمي والقيادي لقوات التحالف. وأضاف صفوت الزيات، العميد السابق بالجيش المصري، وأحد المحاضرين الدوليين في الشؤون العسكرية، لوكالة "الأناضول" أن "حلف (شمال الأطلسي) ناتو، والولاياتالمتحدة ، لن يبدءا اتخاذ خطوات على الأرض قبل ضمان الترتيبات الأساسية التي تتصل بضمان الحفاظ على دولتي العراق وسوريا موحدتين". ومضى قائلا إن "الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) يدرس تشكيل الاستراتيجية الخاصة بالتحالف بحذر شديد حتى لا يتورط في حرب واسعة واسعة مع داعش، وهو ما يفسر أنه بدأ بالعناصر التنظيمية والتي تنطلق أساسا من الدعم العسكري بالتدريب والإعداد (للقوات العراقية)، ومنع مصادر التمويل". وعصر اليوم، قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، أمام اجتماع لوزراء خارجية ودفاع من عشر دول أعضاء في حلف شمال الأطلنطي "ناتو": "مجموعة من 10 دول ستشكل نواة تحالف، والذي سيكون ضروري لمواجهة تحدي المتمردين"، مضيفا: "يمكن بعد ذلك توسيع هذا التحالف"، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام أمريكية. والدول العشرة التي تحدث عنها هيغل، والتي شاركت في الاجتماع الذي حضره أيضا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، هي: الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، أستراليا، تركيا، إيطاليا، بولندا، الدنمارك. وحدد بيان مشترك لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وهيغل، اليوم، استراتيجيات عمل التحالف الجديد في "الدعم العسكري للشركاء العراقيين، وقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى التنظيم، ومكافحة تمويل تنظيم الدولة، والتصدي للأزمات الإنسانية (التي يتسبب فيها التنظيم)، وإنهاء شرعية الأيدولوجية الخاصة بالتنظيم. منذر سليمان، مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية في واشنطن، قال في تصريحات لوكالة "الأناضول" إن اعلان واشنطن عن نواة لتحالف، وليس تحالفا مكتملا جاهز للتدخل ضد "داعش"، يشير إلى "عجز حلف الناتو ومحدودية خياراته وقدراته في ساحة خارج أوروبا، خاصة مع عدم وجود قرار أممي يسمح بالتدخل العسكري في العراق". وأضاف أن الدول الغربية "ستعول علي طلب الحكومة العراقية المساعدة من الولاياتالمتحدة في تعاطيها مع ذلك الملف". ورغم تباين وجهات النظر بين الزيات وسليمان في قرار اليوم، لكنهما اتفقا على أن توسيع التحالف سيكون مرتبطا بزيارة كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وهيغل للشرق الأوسط، إلى جانب زيارة أخرى منتظرة لمنسقة شؤون مكافحة الإرهاب بالبيت الأبيض، ليزا موناكو، وهي زيارات تأتي بغرض التشاور مع الدول الإقليمية، وبحث إمكانيات كل دولة والدور الذي يمكنها القيام به في التحالف ضد "الدولة الإسلامية". وقال سليمان إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، "سيترأس جلسة لمجلس الأمن أواخر الشهر الجاري، ما قد يكون له تداعيات على توسيع التحالف".