قفز اسم محمد مصطفي كمرشح أبرز لرئاسة حكومة التوافق الوطني الفلسطينية المزمع الإعلان عنها خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة، في الوقت الذي أعلنتا فيه حركتا "فتح" و"حماس" تأجيل الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الذي كان مقررًا الثلاثاء في القاهرة. ويعد مصطفى الأعلى أسهمًا ضمن المرشحين الأربعة وهم إلى جانبه، جمال الخضري ومازن سنقرط ومأمون أبو شهلا، حيث أنه يحظى بدعم كل من حركتي "فتح" و"حماس" وأيضًا هناك نوع من التوافق الإقليمي والدولي على اختياره. ورجحت مصادر مطلعة أن يجرى تشكيل الحكومة الفلسطينية في أجواء ايجابية، بعد أن توافقت "فتح" و"حماس" علي المناصب المهمة داخل هذه الحكومة، وجرى التوصل لاتفاق بشأن الملف الأمني وإعادة هيكلة تنظيمية التحرير الفلسطينية، وغيرها من القضايا التي عرقلت في السابق تحقيق المصالحة الفلسطينية. وأكد إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ل "المصريون" أن هناك توافقا مصريا فلسطينيا علي إعلان الحكومة الفلسطينية في أقرب توقيت، حيث تسعى القاهرة لجمع كل من الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل "حماس" خالد مشعل، لضمان نجاح الاجتماعات الفلسطينية بالقاهرة. وأضاف هناك عددًا من القضايا التي سيجرى التوافق عليها خلال الأيام القادمة وهي قضايا لن تعرقل إعلان الحكومة الفلسطينية. وكانت "فتح" و"حماس" اتفقتا الأسبوع الماضي على عقد اجتماع بين عباس ومشعل لحسم الخلاف الدائر بينهما فيما يتعلق بتشكيل حكومة توافق من شخصيات مستقلة بموجب اتفاق المصالحة الذي وقعته الحركتان في الرابع من الشهر الماضي. وأعلنت الحركتان أمس تأجيل اللقاء الذي كان مقررا الثلاثاء في القاهرة بين عباس ومشعل. وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة للصحفيين بغزة "تلقيت اتصالا من مشعل وأبلغني أن اللقاءات متواصلة لكن لقاء الثلاثاء تم تأجيله إلى وقت آخر لأسباب فنية". وأضاف: "هذا مؤشر على جدية النقاش حول تشكيل الحكومة ووجود تباين على رأسها"، مشيرًا إلى أن "الأمر يحتاج لمزيد من البحث والنقاش، وكلنا أمل أن يتم تطبيق ما تم التوقيع عليه قريبًا". من جهته، قال رئيس وفد حركة "فتح" للحوار عزام الأحمد، إنه تم تأجيل اللقاء نظرا لارتباطات الرئيس عباس، ومن أجل توفير أجواء أفضل للاتفاق والسير قدما نحو تنفيذ اتفاق المصالحة، اقترحنا وطلبنا من الإخوة في حماس وكذلك من القيادة المصرية تأجيل اللقاء عدة أيام. وتابع قائلا: "سنقوم بعد عدة أيام بالاتصال لتحديد موعد جديد للقاء من أجل توفير أجواء ملائمة ومناسبة يكون فيها الرئيس قد أنهى ارتباطاته، خاصة أن هناك جولة للرئيس تشمل تركيا خلال اليومين المقبلين". من جانب آخر، تعرضت الجهود المصرية لإبرام صفقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية لطريق مسدود، إثر اشتعال الخلافات من الطرفين حول قوائم الأسرى، بعد أن تبنت حكومة بنيامين نتنياهو نهجا متشددا، فيما تمسكت "حماس" بموافقها ما أعاد المفاوضات للمربع الأول.