علمت "المصريون" أن حركتي "فتح" و"حماس" توصلتا لاتفاق خلال محادثاتهما الجارية بالقاهرة- برعاية مصرية- بإسناد منصب رئيس الوزراء بالحكومة المؤقتة ل "شخصية مستقلة"، بعد أن رفضت "حماس" ترشيح رئيس الوزراء سلام فياض للمنصب في ظل التحفظات علي سياساته الاقتصادية، ولكونه "عراب" التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، فيما عرف ب "أجندة دايتون". وأفادت مصادر مطلعة على المفاوضات، أن الترشيحات للمنصب تنحصر في أربعة أسماء هي: جمال الخضري ومحمد مصطفى ومازن سنقرط ومأمون أبو شهلا، بعد استبعاد اسم فياض ونفي "حماس" ترشيح إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال. كما تم التوافق على استبعاد جميع الوزراء الذين شاركوا في وزاراتي هنية وفياض من حكومة التوافق الوطني، التي تضم شخصيات مستقلة وتكلف الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام. ونفت المصادر أن تكون مصر مارست ضغوطا على الطرفين لتحقيق هذا التوافق، مؤكدة أنها أبلغت الطرفين دعمها لأي مواقف تحقق وتصون الوحدة الفلسطينية، في ظل الرغبة المصرية في التوصل لاتفاق بعيدًا عن أي ضغوط. وأكدت أن القاهرة وجهت الدعوة لكل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل "حماس" خالد مشعل للمشاركة في مفاوضات مباشرة بالقاهرة، سعيا من جانبها لقطع الطريق على ما أسمته المصادر ب "الطابور الخامس" الذي يرمي لإفشال المحادثات. وكانت حركتا "فتح" و"حماس" أعلنتا أنهما اتفقتا خلال اجتماعهما الثلاثاء على عقد لقاء الأسبوع المقبل بين عباس ومشعل لحسم تشكيلة حكومة التوافق الوطني، وترافق ذلك مع صدور إشارات من الطرفين باتفاق وشيك، وهو ما ألمح إليه إسماعيل هنية في تصريحات الأربعاء مؤكدًا حدوث "اختراقات" في ملف تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية خلال اجتماعات القاهرة. من جانبه، أكد إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ل "المصريون"، أن وجود كل من عباس ومشعل سيمكن الطرفين من تجاوز أي عقبة وبل سيحسم أي خلاف حول هوية رئيس وزراء حكومة التوافق الوطني الفلسطيني، مرجحا أن يتم تسمية رئيس الوزراء خلال ساعات. وقال إن كل المؤشرات تؤكد أن الأسبوع القادم سيشهد إعلان الحكومة الفلسطينية، وتحديدًا يوم الثلاثاء القادم، وهو ما يضع نهاية لملف الانقسام الفلسطيني، مستبعدًا بشكل تام إمكانية تأجيل إقرار هذه الحكومة لأي سبب من الأسباب. وكان رئيس وفد حركة "فتح" للحوار مع "حماس" عزام الأحمد أكد الثلاثاء قبيل بدء جلسة الحوار في القاهرة أن وفد حركته "متفائل بالاتفاق" على تشكيل الحكومة في هذه الجولة من الحوار. يذكر أنه في مطلع مايو وقعت حركتا "فتح" و"حماس" مع فصائل فلسطينية أخرى اتفاق مصالحة في القاهرة أنهى أربع سنوات من الانقسام والقطيعة بين الجانبين. وبموجب هذا الاتفاق سيتم تشكيل حكومة مؤقتة لمدة عام تقوم خلاله بالتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية.