السلام عليكم أستاذة أميمة، أنا وعائلتي نعاني من مشكلة معقدة ومأساة الله وحده هو القادر علي خلاصنا منها، ولكني أكتب إليك كالغريق الذي يتعلق بقشة، حتي تنصحيني برأيك الذي أثق فيه، فأنا ويعلم الله أحبك كثيرا وأتابعك بشكل جيد، وأرجوا أن تفيديني.. فأنا فتاة مريضة ويتيمة الأم، وكنت أعيش مع أبي في بيت جدي حيث أن أبي متزوج من امرأة أخري ولديه أطفال صغار وهي حاليا عند أهلها في بلدهم بسبب الظروف العصيبة التي مررنا بها.. نحن والحمد لله عائلة ملتزمة ومحترمة جدا ولا نفكر في إيذاء أي شخص، وأبي يعمل مدرس أول ثانوي ومربي أجيال ويشهد له الجميع بحسن الخلق.. وفي العام الماضي اعتقل أبي وأخي موظف البنك المحترم الذي فصل من عمله بسبب تغيبه.. وبعدها ب3 شهور اعتقل عمي الذي يمتلك سوبر ماركت كبير بمحافظتنا، وللأسف من شدة حزن جدي عليهم ومحاولتنا التي باءت بالفشل لإخراجهم من المعتقل، مرض جدي وتوفي منذ 5 شهور تقريبا، وأصبحت أنا وجدتي المريضة المسنة وحيدتين، وبعد أن كنا عائلة ميسورة يجمعهم بيت العائلة ويحبهم الجميع، أصبحنا في حال يرثي له، حتي مصاريف علاجي أنا وجدتي لم نمتلكها ونعيش علي معاش جدي فهو كان رحمة الله عليه شيخ جليل وناظر مدرسة..وللأسف حتي محل عمي تم حرقه علي يد بلطجية البلد.. وللأسف تدهور بنا الحال أكثر عندما وكلنّا محاميين للدفاع عن أهلي، ولم نستطيع دفع أتعاب المحاماة، ولنا جار عرّف جدى قبل وفاته بتاجر سيارات ليشترى سيارة عمي الصغيرة الذي وكله لبيعها لنجدتنا من أذمتنا، ولنستطيع الإنفاق على أسرة عمي وأولاده الصغار وإخوتى أيضا، ولدفع أتعاب المحاميين.. ولكن للأسف وبعد وفاة جدى حدث من هذا التاجر ما لم يكن بالحسبان، فلقد استغل ظروفنا وخدعنى وأعطانى مبالغ مالية بعدما طمئنني أنها علي سبيل السلف وأظهر لي أنه متضامن معنا وأنه لن يطالب بالسداد إلا بعد خروج أهلي وطلب مني أن أمضي علي شيكات ووصلات أمانة بالمبالغ التي استدانتها منه حتي فاقت ال ثلاثون ألفا.. وخشيت أن أعلم أهلي عند زيارتى لهم لأنهم كانوا سيرفضون نهائيا، ظنا مني أنني سأستطيع إخراجهم ولكن إلي الآن لاجدوى.. الأزمة الحقيقية التي أقع فيها يا أستاذتي أن هذا الرجل يهددنى دائما إن لم أتزوجه وأسافر معه إلى القاهرة فسوف يسلم الشيكات للنيابة، وعلمت من جارنا أنه متزوج هناك ومعه أولاد كثيرين ويريد أن يتزوج فتاة من بلدتنا ليأخذها خادمة لهم، أنا يا أستاذة علي استعداد لخدمتهم في ظل الظروف التي نمر بها، ولكن إلي من أترك جدتي التي فقدت بصرها بسبب بكائها وحزنها علي جدي وأولادها؟؟ ثم أنه يكبرني بحوالي 30 عام، أنا خائفة جدا ولا أعلم كيف أتصرف، فما رأيك هل أوافق لحين خروجنا من الأزمة أم أرفض وأعرض نفسي للخطر لا قدر الله؟!!!!!!!!!!!!
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حبيبة قلبي كل كلمات المواساة والأسف لن تعوضكم ما أصابكم من كل تلك المصائب والابتلاءات.. قلبي يعتصر عليكم جميعا ألما ولكن عزائي الوحيد أن الله سبحانه وتعالي رحمته وسعت كل شيء وهو أرحم علينا من أنفسنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل في من تسبب لكم في كل هذا الإيذاء والتشريد والفقر.. ولكن حبيبتي رغم تقديري لظروفكم إلا أنني ألوم عليكِ في أنك وافقتيه علي الاقتراض منه والإمضاء علي تلك الأوراق التي أصبحت حجة عليك بل لعنة كبيرة، وكان عليك أن تستشيري أهلك وقت زيارتك لهم وإن رفضوا فكان لابد ألا تقدمي علي هذه الخطوات الانتحاريه فهم أكثر منك خبرة وتفهم للبشر رغم محبسهم، والآن وبدلا من أنهم يحملون همهم فقط يمكن أن يحملوا همك الأكبر لا قدر الله، وبدلا من أنك تخافين على جدتك وأنت حرة فقد تعرضيها وتعرضين نفسك لخطر أكبر.. عموما قدر الله وما شاء فعل، عليك الآن أن تطلبي من جاركم الذي عرفكم بهذا الشخص الوضيع بأن يتدخل قدر الإمكان ليجعله يتراجع عن فكرة الزواج منك، وأن يعرض عليه الأورق التي تثبت أنك مريضة ويذكره بالله وبأنك فتاة وحيدة منكسرة وأن ما يفعله ليس من أخلاق الرجال لعله يعود إلي رشده، ويتق الله فيكم.. وإن لم يرتدع فلا تخافي حبيبتى وارفضي الزواج منه بشدة، وثقي أن الله سيكون معكِ طالما تتقينه ولأن نواياكِ كانت للخير، وأنا شخصيا من جانبي سوف أحاول أن أناشد بعض الجمعيات الخيرية لمساعدتك في محنتك قدر الإمكان، ثم أناشد جميع قرائي الكرام بمحاولة الوقوف بجوار أختنا في الله التي ليس لها أي ذنب هي وأهلها في ظلم الظالمين، ومحاولة نجدتها من أزمتها، كما أرجو منكم جميعا أحبتي الدعاء لجميع أفراد هذه العائلة المحترمة ليفرج الله كربهم ويذهب عنهم تلك الابتلاءات هم وأمثالهم من الألاف المظلومين المقهورين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله . ................................................................................. للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.