نفى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أن يكون الإسرائيلي إيلان جرابيل الذي اعتقلته السلطات المصرية، جاسوسا لإسرائيل أو للولايات المتحدة، فيما تركزت تعليقات المسئولين الإسرائيليين على اتهام مصر باختلاق الاتهامات الموجهة له، واعتبار اعتقاله وتوجيه الاتهام له بإثارة الفتنة الطائفية ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، محاولة من جانب الحكام الحاليين في مصر للتخفيف من الضغوط التي يواجهونها. وقال ليبرمان في أول تعليق له على اعتقال جرابيل: "إذا كنا أخطأنا فالخطأ يمكن تصحيحه وبسرعة، الفتى ليس جاسوسًا لإسرائيل أو الولاياتالمتحدة ولا كوكب المريخ، ليس لدينا مشكلة في الاعتراف بأخطائنا"، ووصف جرابيل بأنه "طالب غريب الأطوار وعديم المسئولية". وأعرب عن أمله في التوصل لتسوية سريعة للأزمة، وقال: "أتمنى أن تنتهي هذه القصة وبسرعة لا أريد التفكير في سيناريو آخر، اعتقال جرابيل ينبع من الجو السلبي بين المصريين ووسائل الإعلام المصرية ضد إسرائيل، لكن مصر أهم دولة في المنطقة والحوار معها مهم". من جانبه، اتهم بنيامين بن إليعازر عضو الكنيست، الذي كان مقربًا من الرئيس المخلوع حسني مبارك، الأمن المصري باختلاق "قصة وهمية" لإقناع المصريين بسيطرته على الأمور. وذكّر بقضية اعتقال الإسرائيلي عزام عزام، الذي سجن لعدة سنوات في مصر قبل أن يتم الإفراج عنه بموجب صفقة في عام 2004. وروى قائلاً: "سألت الرئيس المصري السابق مبارك لماذا تم اعتقال عزام عزام برغم العلاقات الجيدة بيننا فقال لي إن المخابرات هي المسئولة عن الأمر". بدورها، اتهمت وسائل الإعلام الإسرائيلية، السلطات المصرية بتحويل جرابيل إلى "جيمس بوند" فيما اعتبرته محاولة لإرضاء الشارع المصري الكاره لإسرائيل. ونقلت عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "الموساد" لا يجند أشخاصا يضعون صورهم بالمظاهرات على "فيسبوك". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه من المتوقع أن يتم إحالة جرابيل إلى المحاكمة، بتهمة التجسس لمصلحة جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" إلى المحاكمة في غضون أسبوعين. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تمارس في هذه الأثناء ضغوطًا على مصر من أجل الإفراج عنه وطرده خارج البلاد قبل محاكمته. ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولهم إن المسئولين في مصر يعلمون أن القضية أخذت زخما كبيرا، ويبحثون عن طريق لطي هذه الصفحة. واعتبرت أنه من حسن حظ جرابيل أنه دخل مصر عن طريق جواز السفر الأمريكي وليس الإسرائيلي، الأمر الذي ترى أنه يساعده كثيرا، مشيرة إلى أن السلطات المصرية رفضت طلب السفير الإسرائيلي بالقاهرة إسحاق ليفانون بزيارة جرابيل في محبسه. وتزامن إثارة قضية الجاسوس الإسرائيلي في مصر مع الكشف عن زيارة "سرية" قام بها نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إلى مصر قبل أسبوعين والتقى خلالها المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونبيل العربي وزير الخارجية. وقالت صحيفة "معاريف"، إن هذه الزيارة الأولى بمستوى وزاري التي يقوم بهام مسئول إسرائيلي إلى القاهرة بعد ثورة 25 يناير والإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، كما أنها المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي يزور فيها مصر مسئول إسرائيلي ليس وزيرا للدفاع أو مقرب من النظام المصري مثل الوزير الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر. ووفقا للصحيفة، فإن زيارة أيالون مفاجئة بصورة خاصة لكونه نائب وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان وهو مسئول غير مرغوب فيه في مصر في أعقاب تصريحاته قبل سنوات ضد مصر ودعوته إلى قصف السد العالي، والذي لم يلتق منذ توليه منصبه مع نظيره المصري، ولم يقم بزيارة مصر بتاتا، لكن زيارة نائبه إلى مصر تمت بمعرفته. وأضافت إن أيالون بحث مع المسئولين المصريين عددا من القضايا بينها اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" وفتح معبر رفح وموضوع حراسة أنابيب الغاز في سيناء التي تتزود إسرائيل منها وإمداد إسرائيل بالغاز الذي تم استئنافه بعد زيارة أيالون السرية بعدة أيام. لكن الصحيفة أشارت إلى أن القضية المركزية لزيارة أيالون كانت محاولة أولى لنقل العلاقات بين الدولتين اللتين تربطهما معاهدة سلام إلى المستوى الدبلوماسي – السياسي وذلك بعد أن استندت العلاقات بينهما على زيارات سرية لمسئولين إسرائيليين لم ينسقوا زياراتهم مع وزارة الخارجية وإنما مع مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع في إسرائيل. وقالت إن أكثر ما تخشاه إسرائيل هو تقويض اتفاق السلام بينها وبين مصر. وكان مسئولين إسرائيليون زاروا مصر في الفترة الأخيرة وبينهم رئيس الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد. ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن السفير الإسرائيلي في القاهرة يتسحاق ليفانون التقى وزير الخارجية المصري في اجتماع مطول، إضافة إلى اتصالات هاتفية أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أيهود باراك مع المشير طنطاوي قبل أسبوعين. وأكدت "معاريف" أن الهدف من هذه الاتصالات والمحادثات والزيارات هو الحفاظ على مستوى تنسيق أمني عال، بينما أوضح الجانب المصري لإسرائيل أنه يوجد "ثمن" معين على إسرائيل أن تدفعه للفلسطينيين وحماس والشعب المصري. وقالت إن وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت تنفي حتى الاثنين زيارة أيالون السرية لمصر، إلا أنه لم يتسن للصحيفة الحصول على تعقيب أيالون بسبب تواجده خارج إسرائيل. لكن وزير الخارجية رفض التعليق على زيارة أيالون السرية لمصر في تصريحاته عن الجاسوس المفترض بقوله: "أنا لا أقرأ الصحف والجرائد".