فى مسرحية مدرسة المشاغبين قبل حوالى 40 سنة ترحم الطالب المشاغب عادل |إمام على أيام فطاحل العلماء مثل رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك وزكى جمعة..ثم تسائل ببراءة شديدة ( مين زكى جمعة ده !!!) مضت الأيام وانكشف المستور وعرفت أنا مين زكى جمعة ده: كان فى ذلك الوقت مخرجا سينيمائيا ناشئا ثم بدأ يلمع فى الوسط الفنى لموهبته الإبداعية وذاع صيته وأصبح يتصف بمخرج" الروائح "تمييز له عن مخرج الروائع. قرر زكى جمعة مؤخرا أن ينتج فيلما ضخما من إخراجه بعد أن كتب القصة والسيناريو والحوار بإسم ( إضرب فى المليان) ومن ضمن المشاهد الخارجية مشهد يتم تصويره فى مقابر الإمام الشافعى حيث يظهر بطل الفيلم داخلها ممتطيا حمارا. ذهب المخرج و الممثلون ومجموعة العمل بالكاميرات إلى الموقع فى الصباح الباكر للتصوير....واستأجر أحد كبار الحانوتية فى المنطقة لحراسته وحمايته من الفضوليين،وهوالمعلم حسن أتلة ( رحمه الله تعالى ) وشهرته المعلم غزال , وهو رجل بدين ضخم الجثة عريض المنكبين,وأخنف لايستطيع نطق حرفى اللام والراء وينطقهما نون بدأ، حياته صبى حانوتى مع المعلم اسماعيل يس وشهرته المعلم خميس (رحمه الله تعالى) وتدرب على يديه فى فيلم حماتى ملاك. راح الوقت يمضى ...ولم يحضر الحمار.. مما أثار غضب المخرج والبطل.....وكان لابد من إيجاد المخرج حتى لايُلغى التصوير ولجأ إلى المعلم غزال طالبا المشورة. همس المعلم فى أذنه ببضع كلمات ثم اصطحبه إلى داخل المقابر بعيدا عن مكان التصوير,حيث وجدا شيخا فى متوسط العمر يرتدى زى علماءالأزهر العمامة والجبة والقفطان ,و يقرأ القرآن على المقابر مقابل حسنة يعطيها له الزوار. سأل المخرج : إتهيأ لى ان أنا شفت الشيخ قبل كده ........هوه عالم فى الأزهر؟ نظر إليه غزال متعجبا وأجاب: أزهن مين يابنى ؟ دا نا عمّك شفيقة , دا الشيخ ( مَنصن) الهنفوت ...ما يعنفش الأنف من كوز الدُنة فى الدين, قعد عشن سنين فى الازهن وبعدين نفدوه عشان حُمان بيسقط على طون ...ساكن هنا فى التُّنب (التُّرب) مع اخته الوِنيّة إنهام.... أعوذ بالله من دى ست.. دى ست اشُهن... زكى جمعة : أمّال منصر ده لابس عالِم كده ليه ؟ غزال : دى عدة الشُغن....يعنى هيه جت عنيه؟ ما التينيفزيون منيان عانَم أُنزقية زى دى... وهمّه نامؤاخذة حمين!! دا انت نينه قوى.... زكى جمعة : آه...أنا افتكرته شيخ بجدّ ؟ غزال : دا شيخ بنّانى..(برّانى). شيخ مزيّف...شيخ ممنوع من الصنف..(من الصرف).. زكى جمعة : أنا ابتديت افهم فكرتك يا معلم.. غزال : دا حنا نهانّنا فُنّ ...جانك كنامى ؟ بص نٌه كده كويس وشوف سحنته .. تأمل المخرج فى وجه الشيخ منصر ملياً ثم همس : عفارم عليك يا معلم غزال ..هوه فعلا شبه الحمار جدا ,وبشوية ماكياج يبقى حمار حصاوى من الأصلى ....فكرك يعنى.....؟؟؟؟ قاطعه غزال : أيوه يا معنّمى ..هوه النّى انت بتفكن فيه....فوتنه بنيزة يا معنّمى وانا اكنّمه فى الموضوع واجيبهونك نغاية عندك....دا نتا نينه قوى.... وبسهولة وبسحر الفلوس التى تغير النفوس قام غزال بإقناع الشيخ منصر بالقيام بدور الحمار .. زعق المخرج : بنوفة....( ثم تنبه وقال فى نفسه : الله يخنب بيتك يا معلن غزانِ عوجتنى نِسانى.....!!) يالله يا جماعة... ركب البطل على ظهر الشيخ منصر بعد أن لبس البردعة وجلس على أربع فى وضع حِمارى ..وبدا المشهد طبيعيا ورائعا.. همس المخرج فى أُذن المعلم غزال: ممكن يا معلم تخلّيه ينهّق ؟ غزال : ممكن أوى...دا حنا نهانّنا فُنّ... فوّتنه بنيزة يا معنّمى ... وعلى ضوء البنيزة نهق الشيخ منصر كام نهيقة بطريقة درامية مؤثرة أبكت الحاضرين جميعا...!! تم تصويرالمشهد بنجاح .... وهنا صاح المخرج بفرحة عارمة : نهانّنا فُنّ... ورداً عليه هتف الجميع : نهانّنا فُنّ.. نهق الشيخ منصر : فُنّ.. فُنّ.. فُنّ.. **** إنصنف الجميع ، ولكن الأفكان تداعت فى ذهن زكى جمعة... *****