أحدثت مبادرة "الإخوان المنشقين" التي أطلقها بقيادة الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والهادفة لإيجاد حلول للأزمة الدائرة بين جماعة الإخوان والنظام الحالي، ردود فعل متباينة، ففيما اعتبرها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" محاولة يائسة من النظام لاستشعار الحرج من 14 أغسطس، بينما اعتبرها أصحاب المبادرة محاولة لرأب الصدع بين النظام والجماعة ولاعلاقة لها بحادث فض الاعتصامات. وقال المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب "الأصالة"، والقيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، إن التحالف بصدد بدء موسم المبادرات التي يدفع بها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع اقتراب الذكرى الأولى لأحداث فض اعتصام "رابعة" و"النهضة" في 14أغسطس الذي يقلقه ويخشى عواقبه. وأضاف شيحة معلقًا على مبادرة نافعة، و"الإخوان المنشقين"، قائلاً فى تصريحات إلى "المصريون": "لا نعترف بها ولم نسمع عن مبادراتهم وهم شخصان أو ثلاثة فى كل مكان ولا أحد يعرفهم لاإخوان أو غير إخوان". وأضاف: "ليس معنى ذلك أنهم عملاء "للسيسي" وإنما الناس تدفعها وطنيتها لطرح حلول، وتجد منه وممن حوله مايوحي بالتشجيع دون الالتزام منه أو من أتباعه بشيء، ودون أن تكون لديه إرادة لأي حلول". وتابع شيحة: "أقول للسادة الذين يقدمون المبادرات مشكلة مصر ليست إخوان ونظام أو إسلاميين وعسكر، بل ثورة تحاول أن تكتمل ضد نظام فاسد، ومن سرق إرادة الشعب ومقدراته، وفي المقابل تسعى أطراف أصيلة من هذا الشعب لإسقاطه". وأردف "مشكلة مصر هي أن هناك من استولى على السلطة يهين مصر ويقزم دورها ويقضى على استقلالها ويدخلها فى تبعية صهيونية". ومضي بقوله: "المشكلة فى النظام الفاشل إداريًا واقتصاديًا وسياسيًا والحكم العسكري الاستبدادي والإقصائي والذي يرتد بالبلاد ردة غير مسبوقة تقضى على حرية وكرامة الشعب وتعمل على تجويعه وقتل كل معترض أو قمعه أو إبعاده". وسعى "تحالف شباب الإخوان المنشقين" بمساعدة الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إلى عقد جلسات حوار مع قوى إسلامية شملت قيادات ب "الجماعة الإسلامية" وشخصيات عامة لوضع قواعد للمصالحة بين الإخوان والنظام. وقال نافعة، إن "المبادرة التي تقدم بها الشباب المنشق عن الإخوان هي نفس مبادرتي التي تم طرحها فبراير الماضي ويتبنونها المنشقون عن الإخوان بالتواصل مع فصيل الإسلام السياسي، ولا ينتظرون ردود فعل الإخوان أو التحالف بالقبول أو الرفض"، بحسب قوله.
وردا على ما قاله شيحة بأن هذه المبادرات ستتصاعد قبل 14 أغسطس، قال نافعة: "لا علاقة له بذلك وإنما هدفها حل مشاكل الوطن التي طالت" بحسب قوله. وكان نافعة قد أطلق فى فبراير الماضي مبادرة نصها "تشكيل لجنة حكماء برئاسة هيكل ومن بين أعضائها المستشار طارق البشري والدكتور سليم العوا والكاتب فهمي هويدي، وتعيين وسيط محايد يحظى بقبول طرفي الصراع لإجراء المفاوضات والاتصالات، على رأس أهداف المفاوضات: هدنة للتهدئة تستهدف وقف المظاهرات والاحتجاجات والقصف الإعلامي المتبادل مقابل الإفراج عن القيادات التي لم يثبت تورطها في جرائم يعاقب عليها القانون. بالإضافة إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق محايدة للتحقيق في أعمال العنف التي وقعت منذ 25 يناير لكل التيارات أيًا كانت مرجعيتها الحق في تشكيل أحزاب وممارسة النشاط السياسي. من جانبه أشار عمرو عمارة منسق تحالف الإخوان المنشقين إلى وجود رغبة عارمة من عدد من القوى الوطنية؛ لدعم أي جهد لتحقيق المصالحة الوطنية والخروج بالبلاد من أزمتها وحشد جميع القوى لمعركة بناء الوطن. بينما قال خالد الزعفرانى، القيادي الإخواني المنشق والخبير في شئون الإسلام السياسي، إن إيجاد مبادرة ترضاها الدولة والجماعة لن تتم إلا بتدخل دول وكيانات دولية وشخصيات ذات ثقة، وسيحصل ذلك في وقت لاحق حينما تتيقن كل الأطراف أنه لا سبيل غير المواءمات السياسية.