أغلقت السلطات المصرية السبت معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، لأول مرة منذ أعيد فتحه في أواخر الشهر الماضي، بسبب أعمال الصيانة والترميم في المعبر، الأمر الذي اغضب الفلسطينيين الذين حاولوا اقتحام بوابات المعبر. ونفى مصدر أمنى مصري مسئول قيام السلطات المصرية بغلق معبر رفح في وجهة الفلسطينيين، موضحًا أن الذي حدث هو إجراء بعض الترميمات في بوابة المعبر من الناحية المصرية أثناء عطلة يوم الجمعة وكان لابد من القيام بإزالة الألواح الخشبية والمعدات المستخدمة حتى يتسنى عبور الأتوبيسات والسيارات. وطلب العاملون في المعبر دخول الأفراد فقط إلى حين رفع تلك المعدات ما أثار غضب الفلسطينيين الذين أصروا على العبور بالسيارات، وهو ما تسبب في توقف العمل في المعبر لمدة ساعة تقريبا إلى حين الانتهاء من رفع معدات الترميم. وأكد المصدر أنة تم إزالة جميع المعوقات وأعيد فتح المعبر في الثانية عشر ظهرا وعادت الأمور إلى طبيعتها. وكان مصدر فلسطيني أكد أن الجانب المصري قام بإغلاق بوابات معبر رفح البري دون إبداء الأسباب أو إبلاغ الجانب الفلسطيني عن سبب الإغلاق. وأضاف "أن السلطات المصرية أغلقت معبر رفح صباح السبت بشكل مفاجئ ومنعت دخول أتوبيسات المسافرين إلى الصالة المصرية ". وأوضح إن إدارة المعبر تفاجئت بالقرار المصري بإغلاق معبر رفح، مشيرا إلى أنهم حاولوا الاتصال مع الجانب المصري بخصوص أسباب إغلاقه إلا إنهم رفضوا الحديث بهذا الخصوص. واستهجن المصدر قيام السلطات المصرية القيام بهذه الخطوة دون التنسيق المسبق مع الجانب الفلسطيني. وقال مصدر أمنى مصري مسئول، إن قرار مصر فتح معبر رفح وفقا للآلية الجديدة يأتي في ظل اعتراضات إسرائيلية كبيرة على فتح المعبر بشكل دائم وبدون مضايقات أمنية مصرية، مع السماح بعبور جميع السيدات والأطفال وكذلك الرجال تحت الثامنة عشر وفوق الأربعين عامًا، وأيضا المرضى الذين يحملون تحويلات مرضية إلى المستشفيات المصرية وكذلك الطلاب والحجاج والمعتمرين. وعبر خلال الأسبوع الأول من فتح معبر رفح وفق الآلية الجديدة أكثر من 3 الآلاف فلسطيني من الجانبين، وهى أعلى معدل عبور للفلسطينيين منذ فتح المعبر في أواخر 2005 وفق الاتفاقية التي كانت موقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبإشراف أمريكي أوروبي، وهي الاتفاقية التي كان النظام المصري السابق يلتزم بها دون التوقيع عليها. وبعد أيام من قرار فتح المعبر، ذكرت تقارير أن هناك خلافات بين حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة والسلطات المصرية، بسبب أسماء الفلسطينيين المدرجة على قائمة الممنوعين من دخول الأراضي المصرية إلا بعد التنسيق الأمني. ويقدر عدد هؤلاء بخمسة آلاف فلسطيني. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو 2006 وشددت الحصار في العام الذي تلاه بعد سيطرة "حماس" على القطاع، لكن المعبر جرى فتحه بشكل جزئي بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول سفن تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة في 31 مايو 2010 مما أدى إلى مقتل تسعة أتراك مع الإبقاء على حصار بحري مشدد على القطاع.