كثرت فى الاونة الأخيرة مؤتمرات الحوار الوطنى, الوفاق الوطنى و......بنتائجها الغير ملموسة,فرغم تعدد المؤتمرات لم نر تحسنا فى الأوضاع بمصر,ورغم التصريحات الحنجورية,لم نشاهد نتائج ملموسة على ارض الواقع,فما زالت هوة الخلافات قائمة,ومازالت عجلة الانتاج تدور ببطء شديد,وحالات التضخم وارتفاع الأسعار خارج السيطرة,ومازال أصحاب النفوس الضعيفة والذمم الخربة يتحكمون فى مقدرات الشعب,آخرها اختفاء السولار والبوتاجاز,والحكومة محلك سر,ومازالت طوابير البطالة فى ازدياد وكل يوم ينضم الاف العاطلين لسوف البطالة,دون وجود حل لهذه القنابل الموقوته, ومازالت الحالة الأمنية غير مستقرة,والانفلات الأمنى على أشده,ومازالت البورصة المصرية تترنح من شدة الضربات التى توجه للأقتصاد المصرى الضعيف بطبعه,ويزداد ضعفه وترنحه يوما بعد يوم. ورغم هذه الحالة المتردية للحياة الاقتصادية والاجتماعية التى يحياها المصريون, والتى تنذر بكارثة لا يعلم مداها إلا الله, لم نر من علية القوم من المثقفين والنشطاء السياسين والمسئولين أى تحرك إيجابى لوضع حلول لكل المشاكل التى تعانى منها مصر, وانما تفرغوا لعقد مؤتمرات الحوار والمصالحة والوفاق واخيرا المجلس الوطنى,ليس المهم فى هذه المرحلة الحساسة أن نضع تصوراً لما سوف تكون عليه مصر فى المستقبل,ولا لاليات اختيار أعضاء البرلمان أو حتى وضع الدستور,الأهم الآن العمل على أن يتعافى الاقتصاد من سكرات الموت التى يحياها,الأهم أن نضع حلول عاجلة لمشاكل الحياة اليومية التى يعانى منها المصريون,رجل الشارع لا يهمه فى هذه الأيام علاقاتنا الخارجية, الناس يهمها حل مشاكلها الاجتماعية الاقتصادية,واستعادة الشرطة للسيطرة الأمنية وفرض قوة القانون على الجميع, الناس يهمها أن تنام آمنة على حياتها وممتلكاتها,تتمنى ألا تجد عجز فى إمدادات السولارأوالغاز,الحاجات اليومية للمعيشة هو ما يهم الشعب الآن. المؤتمرات التى يصدعنا بها طالبوا السطلة والوجاهة الاجتماعية,لم توفر للناس لقمة عيش كريمة,أوفرصة عمل لملاين العاطلين تجعلهم يحيون حياة آمنة مستقرة,السادة الجمل وحجازىوحمزة والبلتاجى وغيرهم من نجوم الساحة السياسية لم يقدموا حلولاً حقيقة لأزمات الشعب المتلاحقة,لم نسمع منهم عن حل لأحادث الفتنة التى تضرب مصر وتهدد أمنها ومستقبلها,لم يقدموا حلولاً عملية لحل أزمة الثقة بين الشعب والشرطة,لم يقدموا خطة دقيقة لكيفية استعادة الأموال المهربة خارج مصر,لم نسمع عن السادة المؤتمراتية بأنهم قاموا بالنزول للمناطق الشعبية والقرى والنجوع المنتشرة فى ربوع مصر,ليعايشوا مشاكل الناس على الطبيعة,لم يعفروا أحذيتهم الثمينة وملابسهم ذات الماركات العالمية بتراب العشوائيات التى تملئ كل مدن مصر, أويقوموابجولة فى المناطق الفقيرة المحرومة لم نجد أياً منهم من يشارك المواطن العادى فى وسائل المواصلات العامة,أويمرون على المخابز ويشاهدوا البهدلة والمعاناة التى يلاقيها الناس فى طوابير الخبز,الشعب لا يحيا بالاجتماعات والخطب الرنانة,فى تلك الظروف الحرجة الشعب لايهمه إلاعودة الأمن للشارع,وتوفير مقومات الحياة الكريمة,الشعب يريد توافر السلع الغذائية والتموينية بجودة عالية وأسعار مناسبة, فهل حققت المؤتمرات حلاا لتلك المشاكل الت يعانيهاالشارع المصرى؟. عبدالباقى الدوِّى كاتب مصرى